كلمة لا بد منها، يمكن ان تقع تحت عنوان «نحن وأميركا»، فأنا بحكم مهنتي، وبعطف جلالة الملك الراحل رافقته أكثر من مرة في رحلاته الى واشنطن، وفي رحلة مميزة للاتحاد السوفياتي اثناء ازمة علاقات مع الرئيس كارتر فيما كان معروفاً بأزمة صواريخ هوك. وقد حملت وقتها لـ«الرأي» خبر زيارة المارشال كوتاخوف لعمان. فقد كنت ازور صديقي ينال حكمت، ومرَّ من باب مكتبه رجل مهيب في بزة عسكرية يصرخ فيها اللون الأحمر.. وقد سألت «سيدنا» وقتها: من هذا الرجل الفخم؟!. فقال انه مارشال كوتاخوف قائد الدفاع الجوي السوفياتي. فقلت: وما المانع من نشر خبر وجوده في عمان؟!. فقال لم نمنع!!. فذهبت إلى مكتب محمود الكايد واعطيته الخبر دون تفاصيل وقد تكرّم جلالته فأمر بمرافقته في زيارة للنمسا.. فذهب بعدها للاتحاد السوفياتي وهكذا كان!!.نعود إلى عنوان «نحن وأميركا» في مناسبة زيارة جلالته لواشنطن، فنقول:تأخذ زيارات الملك للعاصمة الأميركية الطابع الدوري المنهجي، يتم التحضير لها في عمان، وفي واشنطن بالتفصيل وبالاجتماعات في الإدارة والكونغرس، وتتوج في البيت الأبيض بلقاء الرئيس. ومن المهم جداً أن نقول إن العلاقات الأردنية – الأميركية علاقات مرتبة.خاصة خلال السنوات العشر الماضية, دون هبوط حاد أو ارتفاع حاد. مع الاعتراف بوجود مطبات وتعثرات قد يقوم بها شيوخ أو نواب في الكونجرس وتكون تلك الاستثناءات غير بعيدة عن حسابات اسرائيلية لها ارتداداتها وآثارها الجانبية, ويرد عليها الاردن تحية بمثلها.. وكان ذلك واضحاً في قضية جدار الفصل العنصري, وتحريضات بعض اعضاء الكونجرس تحت عنوان «اعطاء الفلسطينيين المزيد من الحقوق» فسمعنا هنا الكلام عن «الحقوق المنقوصة», ولعل اطرف ما سمعت شخصياً عن حقوق عائلة مصرية جاء منها اثنان للأردن فصار منها 3 وزراء!!بعد انهيار الاتحاد السوفياتي صرنا نحن واميركا أحلافاً. ولا ندعي اننا انداد. وهذا الفرق البالغ الدقة يصنعه اذكياء السياسة. وذكاء السياسة لا علاقة له بالفهلوة, وانما هو الوضوح والرسوخ والشجاعة!! فنحن نقول للأميركيين: لا نستطيع او لا نقدر, ونوضح ما نريد.. وهنا ترد القضايا الشائكة وأولها التوطين, ومن جهتنا اولها الدولة الفلسطينية.جلالة الملك, لا يزور واشنطن وفي ذهنه انه يتحدث مع «ادارة عرجاء» فالكونجرس هو الكونجرس المؤسسة.. ولنا فيه لوبي محترم والرئاسة هي الرئاسة المؤسسة والفروق نعرفها حين نعرف الرئيس القادم, والبنتاغون هو البنتاغون المؤسسة.
جلالة الملك, وهو الان في واشنطن, صنع الثبات في العلاقات الاردنية – الاميركية. وقد نجح في ذلك نجاحاً غير عادي
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.