قبل سنوات, فوجئ سكان بيفيرلي هيلز, بجارعربي لهم يشتري إحدى الفلل المطلة على أجمل موقع في المدينة.وفي صباح اليوم التالي، فوجئ الجميع بتماثيل من المرمر تزيّن السور الخارجي لتلك الفيلا, وتجسّم الاوضاع الجنسية الفاضحة المثيرة والتي عـُثر عليها في إيطاليا في مدينة بومبي, عاصمة المتعة آنذاك والتى أغرقها البركان فيسوفيو وطغى رماده على اجساد طلاب اللذة الحرام وتجمدت أجسادهم على ما كانوا عليه من أوضاع, وذلك في العام 79 من القرن الاول الميلادي.وحتى فاتنات هوليوود صدمتهن التماثيل بفُحشها, وقدّمن طلباً مشتركاً لرئيس البلدية لأزالة التماثيل. ومنذ ذلك التاريخ عام 1974 لم يسكن بيفرلي هيلز عربيٌ مسلم بسبب قانون غير مكتوب التزمت به رئاسة البلدية وأهل المدينة بعدم بيع أو تأجير بيوتهم لأمثال صاحب تماثيل فيسوفيو.وظهر بيننا بعد ذلك من يقول أن أمثال صاحب التماثيل هم من خلقوا الصورة السلبية النمطية عن جميع العرب والمسلمين,وهم من أشاعوا الإنطباعات المخزية عن ديننا وعروبتنا.ومنذ اسابيع, نشرت مؤسسة بروغرس الأميركية دراسة ميدانية موثقة كشفت فيها أن لا ذنب للعرب في تشويه صورتهم التي أبرزتهم زوراً وبهتاناً كشعب من اللصوص والمخادعين وعبدة الشهوات الجنسية، بل أثبتت أن لصناعة الخوف من الإسلام وإحتقار العرب مخططين أنفقوا ما يزيد عن أربعين مليوناً من الدولارات خلال أربعة أعوام حتى 2008 ويشمل ذلك مراكز دراسات ومؤرخين وإعلاميين ومذيعين ومحطات تلفزيونية.وتقول الدراسة أن شبكة الخوف من الإسلام «اسلامو. فوبيا» تتلقى الدعم المالي الأكبر من أصدقاء أسرائيل المنتشرين بين الشعب الاميركي ومن مجموعة من اليمين السياسي المتطرف وغلاة رجال الكنائس المتعصبين وأصحاب المحطات التلفزيونية التبشيرية ومن محترفي الوعظ الإلكتروني.وقد وثقت الدراسة بيانات متعددة تشير الى أن العداء للعروبة والأسلام تفاقم فقط بعد 11/9/2011 وإثر الهجوم على برجي التجارة العالمي ولكنه لم يولد في ذلك التاريخ، بل يعود الى عقود وسنين قبل ذلك.تقول الدراسة أن ما يتفوه به بعض السياسيين الاميركان عن القدس والفلسطينيين وبقية الشعوب العربية خلال حملاتهم الانتخابية حالياً ما هو إلا ترداد ببغاوي للدراسات والبيانات التى أعدتها مراكز الدراسات الممولة من تلك الشبكة الاخطبوطية المتسعة الاطراف والتي أحكمت قبضتها على تسعين محطة تلفزيونية فرعية في الولايات واخرى رئيسية تغطي أميركا بكاملها بالاضافة 212 صحيفة قُطرية محلية وكبرى. وقد أوضحت الدراسة أن حملة «أمنعوا بناء المساجد» قد لاقت دعماً من المشاهير امثال بات روبرتسون,جون هاجي,رالف ريد,وفرانكلين غراهام.وقداوضحت الدراسة حقيقة تمويل شامل لثلاثة آلاف كتاب معادية لتاريخ العرب وللدين الاسلامي وللقضية الفلسطينية حيث ابرزت السلبيات واختلقت الفـِريات وانتشرت في كل المكتبات المدرسية والعامة، وقد كتبها دانييل بايبس,فرانك جافني,ستيفين إميرسون,وروبرت سبنسر.
ولكن هل نجد بين الأغنياء العرب من يتبرع بعشرة ملايين من الدولارات سنويا لتصحيح الصورة النمطية السلبية عن شعبنا وأسلامنا، وما نرى ذلك الا رقماً صغيراً مقارنة بما كشفه الربيع العربي من أرصدة مالية لزعيميْن عربييْن أودعا عشرات المليارات وليس الملايين قبل أن يطيح بهما الشعب.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.