The Myth of Jordan’s Opposition

Edited by Gillian Palmer

<--

يعتقد البعض ان رفع اردنيين لا يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة ليافطات خلال زيارة الملك الى البيت الابيض، امر سيؤدي الى الضغط على الملك مع العلم، انه لحظة وصول جلالته للبيت الابيض لم يكن لهم وجود حيث كانوا قد انصرفوا ما يدلل ان هذا التصرف محصور ولا جذور له.

يراد تصنيع صورة غير حقيقية تقول ان هناك معارضة اردنية في الخارج، تريد توجيه رسالة الى الادارة الامريكية خلال تواجد الملك في العاصمة الامريكية، وان هؤلاء يريدون احراج الملك امام البيت الابيض.

اساساً، الحراكات في الاردن، لم تترك شيئا الا وتحدثت به، ولم تترك شعاراً الا ورفعته، وعلى هذا لا يمكن اختطاف شرعية معارضة الداخل الى الخارج، لان من في الداخل يتمتعون بسقف مرتفع جداً، كما ان ادارة اوباما لن تستمع الى جديد خلال وقفة مجموعة من الاردنيين قرب البيت الابيض، مقارنة مع ما يقوله الاردنيون في الداخل.

اللقطة الاعلامية التي يتم تسويقها اكبر بكثير من الواقع، واللافت للانتباه هنا ان مكتبا لفضائية عربية معروفة، يتولى مهمة الترويج لتغطية اعتصام الاردنيين في الولايات المتحدة، اذ لم يترك مدير المكتب اعلامياً عربياً او اجنبياً او امريكياً الا وحثه على تغطية الاعتصام ومؤتمر المعارضة الصحفي، ولا تعرف لمصلحة من يدير هذا النشاط في نهاية المطاف؟!.

الاشكال يتعلق بالجانب الاخباري، اذ ان بث خبر تلفزيوني عن اعتصام لاردنيين في الخارج سيقول للناس بشكل مبالغ فيه، ان الملك تعرض لاحراج شديد امام الادارة الامريكية، وان واشنطن تحتضن المعارضة الاردنية في الخارج، وان هناك تغييرات مقبلة على الطريق، الى اخر هذه الاستنتاجات، التي تتسم بالمبالغة.

الملك، ثم رئيس الحكومة سيتحدثون للجان الكونغرس حول الاصلاحات في الاردن، واذا كان هناك ثمة انطباع عن وجود بطء في الاردن، الا ان هذا الانطباع لم يكسر التحالف بين عمان وواشنطن، وعلى الاغلب فان لجان الكونغرس تضغط على الادارة الامريكية اكثر مما هو متوقع لمصلحة عمان الرسمية، وتتفهم في اغلب الحالات سياقات التغيير في الاردن وكيفية اجرائها.

الملك في دارة السفارة الاردنية في واشنطن التقى بالمئات من افراد الجالية، ووجه رسالة الى الجالية الاردنية في الولايات المتحدة، وهو يقول عبر اللقاء والرسالة، للاردنيين في الخارج ولذات الادارة الامريكية ان ملف الاصلاح في الاردن، ملف اساسي، وان لا تراجع عن هذا الخط.

في حالات تتلقى السفارات الاجنبية في عمان معلومات من اردنيين وشكاوى، وغمزا من قناة الدولة بأنها لا تريد الاصلاح، وفي حالات ُتبرق هذه السفارات تقارير الى دولها، حول الوضع في الاردن.

التغيير لا يأتي بأرادة اجنبية، ولحسبة الادارة الامريكية والكونغرس وجه اخر، لا يراه بعض الاصلاحيين في عمان والعالم، الذين يظنون انهم يصوغون التغيير عبر السفارات، لان العلاقات بين عمان وواشنطن اعقد بكثير من التبسيط الذي يسوقه بعض الغاضبين.

وزير الخارجية الامريكية هيلاري كلنتون، تصنف بأنها من الذين يريدون تغييرات اسرع في الاردن، ربما بحكم كونها مسؤولة عن اول التقارير التي تأتي الى الادارة الامريكية، والمؤكد هنا انه مهما بلغت التباينات بين الرئيس ووزيرة الخارجية ولجان الكونغرس ازاء ملف الاردن، الا ان هذه التباينات لا تؤدي في النهاية الى تبني المعارضة الاردنية في الخارج، او الضغط الشديد على عمان الرسمية.

هناك ملاحظات من مجمل الادارة الامريكية بشأن الوضع في الاردن، غير ان كل هذا لا يؤدي الى انهاء التحالف بين عمان وواشنطن، ولا الى الضغط من اجل تغييرات انقلابية في الاردن.

بيد الملك اوراق مهمة ابسطها ان الدولة لم تهدر دم اردني واحد خلال الحراكات، وان هناك اصلاحات تتراوح بين السريعة والبطيئة، وان اراء الاردنيين ذاتهم لا تتفق على وصفة اصلاحية واحدة، ولا على الفوضى الخلاقة التي يراد انتاجها في الاردن.

مؤسفة بصراحة قصة الاستقواء بالخارج على الداخل، واذ يريد العشرات احراج الملك امام البيت الابيض، فماذا نقول عن المئات الذين استقبلهم الملك في السفارة، وماذا نقول عن الالاف الذين ابرقوا من الولايات المتحدة الى عمان ليقولوا ان هذه النشاطات امام البيت الابيض لا تمثلهم ولا تعنيهم ايضا، لان في الاردن شرعية تستوعب كل الفروقات ولا تدفع اي سياسي نحو الخارج؟!.

الذي يريد ان يخلق معارضة في الخارج، يريد ان يختطف معارضة الداخل، ويريد ايضاً ان يستقوي بالاجنبي على البلد، تحت شعار يقول ان الادارة الامريكية هي التي تقرر في الاردن، وهو شعار يخضع للتقليب والتمحيص، في ظل معادلات كثيرة.

التاريخ : 18-01-2012

About this publication