Double Veto Ends Era of American Power

<--

الفيتو المزدوج وانتهاء عصر تربع أميركا على عرش القرار الدولي

كما كان متوقعاً استخدمت روسيا، والصين الفيتو المزدوج للمرة الثانية في غضون أشهر معدودة ضد مشروع القرار الغربي العربي الذي سقط بالضربة القاضية، ما أصاب المندوبة الأميركية رايس بالصدمة، وجعلها تخرج عن طورها بالقول: «إن مجلس الأمن أصبح رهينة عضوين».

غير أن رايس نسيت، أو تناست أن الموقف الروسي الصيني جاء ليحرر مجلس الأمن، الذي أخذته واشنطن رهينة مدة تزيد على خمسة عشر عاماً تصدر ما تشاء من قرارات، تخالف ميثاق الأمم المتحدة، وتضرب عرض الحائط بسيادة الدول واستقلالها، وتشرع عبرها لشن حروبها الاستعمارية.

وبدا واضحاً أن الموقف الأميركي إنما عكس مدى الإحباط الذي أصاب واشنطن، بعد أن وجدت نفسها لأول مرة منذ انهيار الاتحاد السوفييتي تفقد سلطان هيمنتها على المؤسسة الدولية، غير قادرة على تحقيق ما تريد، وهي التي تعودت أن تأمر وتفرض ما تريد، وينصاع لها معظم دول العالم، وتتحاشى الدول الأخرى إغضابها.

من هنا يمكن القول إن هزيمة كبرى قد أصابت أميركا وحلفائها تتوج هزائمها المتواصلة هذه الأيام، وأبرزها: هزيمتها المذلة في العراق، وفشلها الكبير في أفغانستان، وعجزها الواضح أمام الموقف الصلب للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأخيراً إخفاق مخططها للنيل من سورية، ورئيسها بشار الأسد، المقاوم لمشروع هيمنتها الاستعماري.

إن مثل هذه الهزيمة القاسية، التي لحقت بالولايات المتحدة، إنما تشهد على دخول الإمبراطورية الأميركية مرحلة الأفول والانحدار، وانتهاء عصر تربعها على عرش القرار الدولي.

لقد أخطأت إدارة الرئيس باراك اوباما مرة ثانية، عندما لم تدرك مدى جدية الموقف الروسي الصيني في عدم السماح باستمرار الهيمنة الغربية على القرار الدولي، وفي وضع حد لاستخدام مجلس الأمن وسيلة للتدخل في شؤون سورية، وغيرها من الدول التي تقاوم مشاريع الهيمنة الأجنبية، وترفض الانصياع للاملاءات الأميركية الغربية.

ولذلك فإن حملة الضغط المنظمة التي قادتها أميركا، والعواصم الغربية، مدعومة بالمال الخليجي، فشلت في زحزحة موسكو وبكين عن موقفهما.

وإذا كانت واشنطن وحلفاؤها، قد أصابتهم الهستيريا، وأطلقوا العنان لبعض المأجورين للاعتداء على عدد من السفارات السورية في الخارج، ومهاجمة روسيا والصين، فإن ذلك يؤكد قول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن «تعليق البعض في الغرب على التصويت في الأمم المتحدة مشين وشبه هستيري»، ويقول المثل: «إن من يغضب فإنه نادراً ما يكون على حق».

About this publication