Egyptian-American Tension?

<--

تدخل العلاقات المصرية – الأميركية في حالة شديدة من التوتر تنذر بتدهور غير مسبوق لم تعرفه العلاقات منذ أن قام الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون بإعلان حالة التأهب النووي في القواعد الأميركية بأوروبا يوم 20 أكتوبر (تشرين الأول) عقب عبور الجيش المصري للقناة عام 1973. هذا التدهور يرجع إلى حالة الالتباس الشديد في تفسير الحاكم في مصر لمفهوم السيادة الوطنية ومفهوم الحاكم في الولايات المتحدة لدعم الديمقراطيات للدول الصديقة.

مفهوم السيادة الوطنية للمؤسسة العسكرية المصرية يقوم على مبدأ عدم قبول أي شكل من أشكال التدخل في الشؤون الداخلية تحت أي اسم، واعتبار أن أي دعم معنوي أو مادي لأي منظمات يعتبر انتهاكا صريحا لهذا المبدأ المقدس. أما واشنطن فإنها ترى أن دعم منظمات المجتمع المدني هو عمل تقليدي وقانوني ينسجم مع شروط السلطة التشريعية الأميركية التي تربط بين برامج المساعدات الخارجية الأميركية ونمو الحراك الديمقراطي. وجاء في بيان السفارة الأميركية بالقاهرة مؤخرا أن الولايات المتحدة لم تنتهك أي نظام أو قانون مصري، وأن التبرعات والدعم والتدريب لهذه المنظمات هو عمل تقليدي تقوم به واشنطن مع معظم دول العالم منذ وقت طويل وأن السلطات المصرية لديها إخطارات بذلك وهو عمل علني بعيد عن السرية أو التآمر. والمعلومات المتوفرة تتحدث عن قطع الوفد العسكري المصري الذي كان يزور واشنطن مؤخرا زيارته من أجل تضميد آثار تحويل شخصيات أميركية ومصرية للتحقيق من خلال مذكرة اتهام رسمية. وقيل أيضا إن مذكرة الاتهام مكونة من مائة ورقة لها 76 واقعة مخالفة واتهاما لهذه المنظمات.

نحن إذن أمام تهديد مصري بتصعيد وضع قانوني ضد هيئات وأشخاص أميركيين، منهم نجل وزير النقل الأميركي راي لحود، وأمام تهديد أميركي بتجميد برنامج المساعدات الأميركي. وفي حالة الإدانة أمام المحاكم المصرية فإن 44 متهما مصريا وأميركيا يواجهون أحكاما قد تصل إلى الحبس 5 سنوات! هل نحن أمام سياسة حافة الهاوية التي يستخدمها كل طرف قبل «تسوية» بين واشنطن والقاهرة.. بمعنى المساعدات مقابل حفظ الملف القانوني؟ أم نحن نواجه صداما حقيقيا قد يحدث شرخا كبيرا في العلاقات؟

البعض يرى في زيارة الأدميرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأميركية للقاهرة خلال أيام وبدء وساطة ألمانية قد يكون عنصرا مخففا لاحتمالات الصدام. هذا كله يحدث وهناك مخاوف من تدهور أشد في الأوضاع الداخلية في مصر بدءا من إضرابات واعتصامات مفتوحة ودعوة إلى عصيان مدني تدعي فيه السلطات المصرية أن فيه أصابع خارجية. في هذا الملف كل الاحتمالات مفتوحة، والموقف شديد الخطورة والسيولة معا.

About this publication