The New Iraqi Political Failure: America Wants To Reduce Its Number of Embassies

<--

خبر عزم الولايات المتحدة الأميركية على تقليص أعداد سفارتها ببغداد .. يعد فشلا سياسيا كبيرا للعراقيين جميعا ، اذ انه مؤشر على تراجع إهتمام أميركا بالعراق ، وضعف علاقتها به ، مما يعني خسارة فرصة كبيرة ولحظة نادرة في عمر العراق للإستفادة من إمكانات هذا البلد العظيم !

مؤسف جدا يوم بعد آخر تتأكد نظرية إستشراء (( نزعة التدمير الذاتي )) لدى العراقيين ، وهذا التوصيف كنت أول من أطلقه على الشعب العراقي في دراستي حول : التحليل النفسي للشخصية العراقية التي نشرت قبل أكثر من عشرة أعوام ، فتاريخ العراق اذ تجاوزنا هزائم ومصائب القديم منه ، وتناولناه منذ بداية تأسيس الدولة الحديثة عام 1921 نجده في حالة تراجع مستمر وتدمير شامل على يدي أبنائه ، رغم كل الثورات الهائلة والفرص المتاحة إلا ان العراقيين يصرون على التفكير والسلوك السياسي الخاطيء عكس قوانين العقل المنطق ومصالح وطنهم ، تراهم يبددون ثرواتهم ، ويقومون بالإنقلابات العسكرية منذ عام 1958 ويتصارعون على السلطة والمال ، والنتيجة خراب شامل للبلد !

إنها كارثة سياسية حقيقية عندما تتحسن علاقة العراق مع دول ترسل له الإرهابيين وتقتل أبنائه مثل : سوريا وإيران ، وتتدهور مع أميركا وبريطانيا وفرنسا واليابان وغيرها من الدول المفيدة لنا ، فأي عقل سياسي تخريبي مدمر يحمله العراقي الذي لايفكر مطلقا بمصالح بلده العليا ، وكيف سيتم بناء الوطن في ظل غياب النخب السياسية الوطنية الشريفة والجماهير الواعية ؟!

أين الإعتراف بجميل المحرر الأميركي على العراقيين ، ولماذا لم تبادر الحكومة والشعب بإقامة تمثال للجندي الأميركي الباسل في إحدى ساحات بغداد العامة تكريما له على تضحياته من أجل حرية العراق ؟

إن الخيانة الوطنية ليست فقط بالتجسس على الوطن .. وانما أيضا عندما تخرب علاقة العراق مع بلد نحن نحتاجه لمساعدتنا في عملية البناء والإعمار ونقل العلم والتكنلوجيا كالولايات المتحدة الأميركية ، وتدهور علاقتنا معها هو أحد أشكال الخيانة الوطنية سواء من قبل بقايا البعث في الحكومة والبرلمان أو من أزلام إيران أو من الغوغاء والهمج الرعاع .

About this publication