The Resounding Blow

<--

الصفعـــة المدوّيـــة

أخبار

الثلاثاء 7-2-2012

أمين الدريوسي

هستيريا وجنون كبيران أصابا المجتمعين على سورية في مجلس الأمن الدولي وأدواتهم الإجرامية بعد أن ارتفعت يد الحق الروسية والصينية

عالياً بوجه مشروع القرار «العربي» – الغربي الذي يمس السيادة السورية، حيث شكل هذا الحق « صفعة قوية» للولايات المتحدة الأميركية وحلفائها الذين أعربوا عن غضبهم واشمئزازهم لكونه لا يتناسب مع طروحاتهم، كيف لا وهو تصرف نبيل لأنه أصاب الهدف، وتأكدت واشنطن وأتباعها من الغربيين وبعض الأنظمة العربية الذين يمثلون صندوق بريد لأميركا وإسرائيل، أن زمن القطبية الأحادية قد ولىّ إلى غير رجعة، وأعاد لمجلس الأمن توازنه بعد أن هيمنت عليه الولايات المتحدة عقوداً خلت من أجل تمرير مشاريعها ومخططاتها التآمرية على العالم بمباركة من المجتمع الدولي لتحمل صفة الشرعية الدولية، وإن كانت لا تملك من الشرعية شيئاً.‏

منذ بداية الأزمة في سورية كانت الصين وروسيا حريصتين على أن تتبعا نهجاً يهدف إلى تسوية الأزمة بأسرع ما يمكن، وذلك عن طريق إقامة الحوار الداخلي السوري الشامل. ولهذا الغرض كانتا تعملان بجد مع القيادة السورية و»المعارضة» وأبرز الدول في المنطقة وفي العالم لإيجاد حل مناسب لكن يبدو أن مجلس «اسطنبول» لم يستوعب الدرس، ولم يلجأ أحدٌ من أعضائه إلى محاكمةٍ منطقية للمآلات الممكنة التي وصلت في خواتيمها إلى مجلس الأمن.‏

المخطط التآمري على المنطقة كان واضحاً بجوهره الحقيقي منذ سنوات ‎طويلة والغاية تفتيت دولها ووضع اليد على الثروات العربية والإسلامية الهائلة خدمة ‎للمصالح الدولية والكيان الصهيوني، لذلك لا يمكن وضع ما يجري في سورية ‎إلا تكملة مغرضة وخبيثة لما يسمى مشروع الشرق الأوسط الجديد، الهادف أصلا إلى ‎فصل الترابط الحاصل بين سورية والمقاومة في البلدان العربية، لأنهم يشكلون ‎محور الممانعة في وجه الأطماع الأميركية والإسرائيلية.‏

الآن وبعد أن فشلت كل السيناريوهات التي وضعوها وكانوا يراهنون عليها للنيل من سورية، بدءا من الوضع الداخلي، مرورا بالعجز لدى بعض الدول العربية، وصولا إلى ما حصل في مجلس الأمن، فإن الغرب ومن معه من العربان أدركوا أنهم يلاحقون سراباً ويراهنون على أنه حقيقة.‏

الفيتو المزدوج الروسي – الصيني يؤكد أن السوريين وحدهم قادرون على حل مشكلاتهم وتجاوز الأزمة من خلال دعمهم للخطوات الإصلاحية التي اتخذتها القيادة السورية، ويدركون ضرورة التلاحم بين أبناء الشعب السوري والوقوف صفاً واحداً في وجه المؤامرة التي تحاول النيل من وحدتهم الوطنية.‏

daryoussi@hotmail.com

About this publication