The West Prepares for Revenge

<--

الازمة السورية باتت على ابواب مرحلة جديدة من التصعيد، فالنظام يواصل اعمال القتل، ويرسل دباباته لاستعادة الاماكن التي تقع خارج سلطته مثل مصيف الزبداني وبعض المناطق الاخرى التي استولت عليها قوات الجيش السوري الحر، والدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية تريد الانتقام من هزيمتها في مجلس الامن الدولي بالبحث عن وسائل اخرى لحماية الشعب السوري وحقن دمائه على حد تعبير قادتها.

بالامس اغلقت الولايات المتحدة الامريكية سفارتها في دمشق، وتستعد دول اوروبية لطرد السفراء السوريين من عواصمها واستدعاء سفرائها من العاصمة السورية.

التحرك الاخطر هو ما اعلن عنه نيكولا ساركوزي رئيس فرنسا والسيدة انجيلا ميركل المرأة الحديدية الالمانية في مؤتمرهما الصحافي المشترك عن نيتهما تشكيل تحالف جديد تحت عنوان ‘اصدقاء سورية’ على غرار تحالف آخر تشكل تحت الاسم نفسه قبل تدخل قوات حلف الناتو في ليبيا.

الادارة الامريكية قالت ان روسيا والصين اللتين استخدمتا حق النقض ‘الفيتو’ في مجلس الامن الدولي لعرقلة صدور قرار يتبنى مبادرة جامعة الدول العربية تراهنان على حصان خاسر، لان النظام السوري سيسقط والمسألة مسألة وقت.

في الوقت نفسه قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الامريكية امس ان الحل الامثل في سورية هو حل سياسي، ولكنه لم يستبعد الخيارات الاخرى، ومن بينها حتما الخيار العسكري لتغيير النظام الذي اتهمه بقتل شعبه دون رحمة. فهل سيكون وصول فيتالي لافروف وزير الخارجية الروسي وفي معيته قائد الاستخبارات العسكرية الروسية الى دمشق اليوم خطوة مساعدة لتسهيل هذا الحل السياسي، ام للتمهيد لتدخل عسكري.

الجميع يتحدث عن الحلول السياسية بما في ذلك النظام السوري، ويكرر رفضه لانزلاق البلاد الى حرب اهلية، ولكن لا نرى خطوة واحدة في هذا الاتجاه، بل المزيد من القتل وسفك الدماء.

الحرب الاهلية بدأت، ووزارة الدفاع الامريكية تحدثت بالامس عن وصول تقارير اليها تؤكد زيادة الانشقاقات داخل الجيش العربي السوري، ومن بين المنشقين رتب عسكرية عليا، واذا صحت هذه التقارير فان ارقام الضحايا، خاصة في صفوف المدنيين، مرشحة للتصاعد بمعدلات مرعبة.

نخشى ان تعطي هذه التقارير ذريعة للنظام للمضي قدما وبشكل اكبر في حلوله الامنية، تمام مثلما حدث مع الفيتو المزدوج الروسي ـ الصيني الذي اعطى ثقة اكبر للنظام، ودفعه لارتكاب مجازر في حمص في محاولة للقضاء على الانتفاضة فيها.

نأمل ان تكون مهمة لافروف في دمشق تجسيدا لمطالب الغالبية الساحقة من العرب والعالم في حقن الدماء في سورية، وانقاذ الابرياء من القتل، من حيث اقناع النظام السوري بالتخلي عن عناده وحلوله الامنية الدموية، والتنازل لشعبه ومطالبه العادلة في التغيير الديمقراطي الحقيقي، والا فان روسيا والصين ستتهمان بالمشاركة في تأزيم الاوضاع، وانزلاق البلاد اكثر واكثر في حمامات الدماء التي نشاهدها حاليا.

About this publication