The Foreign Funding Crisis

<--

اكتسبت أزمة التمويل الأجنبي للمنظمات العاملة في مصر زخما جديدا بعد تحديد يوم‏26‏ فبراير موعدا لبدء محاكمة‏43‏ متهما في هذه القضية‏.‏ لكن الأهم هو التدخل الأمريكي المباشر في الأزمة عبر توفير فريق قانوني أمريكي يقدم الدعم لبعض العاملين في هذه المنظمات خلال محاكمتهم‏.

, إلي جانب زيارة السيناتور الأمريكي البارز جون ماكين إلي مصر التي سيتطرق خلالها إلي هذا الموضوع.

لقد أدي الكشف عن وجود تمويل مكثف لمنظمات بعينها للقيام بدور سياسي في مصر, إلي أزمة في العلاقات المصرية الأمريكية, لأنها فضحت محاولات التدخل الأمريكي المباشر في الشئون المصرية لاحتواء تداعيات ثورة يناير بما يحافظ علي المصالح الأمريكية والإسرائيلية.

فالموضوع أخطر بكثير من مجرد توفير تمويل لمنظمات تعمل في مصر, ولذلك كان هذا التحرك الأمريكي المكثف لاحتواء الأزمة, وكان التهديد بقطع المعونة الأمريكية, لأن جوهر الأزمة هو سعي الولايات المتحدة إلي اختراق الأمن القومي المصري, وتوجيه السياسات المصرية إلي ما يخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية وليست المصالح المصرية.

وإذا كان النظام السابق قد رضخ للتدخلات الأمريكية في المجتمع المدني مقابل دعم امريكا لعملية توريث الرئاسة في مصر, فإن مصر الآن ليست بحاجة إلي هذه الصفقات, وتعمل بعد ثورة يناير علي التمسك بالمصالح المصرية العليا في مواجهة أي ضغوط حتي لو كانت من الولايات المتحدة.

About this publication