Security Agreement butNo Security! What About After the Withdrawal?

Edited by Janie Boschma

<--

عندما وطئت القوات الأمريكية المحتلة ارض العراق في عام 2003 بعد سقوط نظام الطاغية صدام ، ليس كما تتفوه وتدعي بأنها تسعى لتحرير العراق من الظلم والاستبداد ،فالحقيقة ظهرت ان دخولها لأجل زرع الفتنة بين صفوف الشعب العراقي تحت مظلة تحريره وتحقيق استقلاله وعملت على تدمير بناه ُ التحتية وبث ثقافاتها الغربية المشينة المنتشرة في دول أوربا..فعملت قوات الإحتلال بالانتشار في مدن وقصبات العراق متذرعة بما سمته الاتفاقية الأمنية وهي في الحقيقة لم تكن أمنية ولم يرى العراقيون تحت ظلها الأمان والسلام بمعنيهما الحقيقيين….حيث شهد العراق خلالها أبشع أنواع الدمار والقتل والإرهاب والفتن البشعة والفتاوى التكفيرية الكافرة التي لم ينزل الله بها من سلطان ….فرسمت لنا صفحات سوداء من تاريخ العراق الأليم ….

فهناك الكثير من التساؤلات التي تراود أذهان أبناء الشعب العراقي :

* لماذا دخل الأمريكان إلى العراق ؟؟

* ماذا حققت الاتفاقية الأمنية الموقعة بين الحكومة العراقية وبين الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة المحددة؟؟

* كيف سيكون حال العراق بعد أنسحاب القوات الأمريكية من الأراضي العراقية ؟؟

تحدث اغلب منظروا علم السياسة والمفكرين على ان دخول القوات الأمريكية الى العراق كان ضمن خطة إستراتيجية أعدت قبل أكثراثنتي عشرة سنة من دخولها ارض العراق، وذلك لأجل تغيير نظام الحكم وأستبداله بآخريخدم مصالحها ولأستنزاف ثروات العراق الوفيرة بما فيه الذهب الأبيض (النفط) ومن أجل تغيير خارطة العراق الحضارية واستنزاف منجزاتها الغنية بالعلم والمعرفة وبث روح الفتن والطائفية بين أبنائها ,فكانت تخطط ايضا لجعل العراق واحدة من ولاياتها …فبالرغم من تماسك ابناء العراق فيما بينهم استطاعت ان تلثم جزء من خارطة الوحدة الوطنية وأرادت ان تفرغ سمها فيه لكن سرعان ما استطاع العراقيون بشهامتهم وتماسكهم ان يعالجوا ذلك الشق الذي احدثته قوات الاحتلال، فرجعوا كتلة واحدة رغم المصاعب بفضل بعض علماء الاسلام والخبراء في سلطة الدولة.

أما حول الاتفاقية الأمنية كانت غير أمنية بالمعنى المطلوب فلم تحقق غايات الشعب العراقي فكانت أفواج الأمريكان تنتشرفي اغلب الأحياء في مدن واقضيه العراق ، فكانت دوما تقفز على نصوص الاتفاقية ، ومن جملة اختراقاتها انها لم تلتزم بالمادة الثانية (فقرة 24) التي تتحفظ عن دخولها إلى مدن وأقضيه محافظات العراق وخلال فترة محددة :

المـادة الرابعة والعشـرون حول انسحاب القوات الأميركية من العراق

على جميع قوات الولايات المتحدة المقاتلة الانسحاب من المدن والقرى والقصبات العراقية في موعد لا يتعدى تاريخ تولي قوات الأمن العراقية كامل المسؤولية عن الأمن في أية محافظة عراقية، على أن يكتمل انسحاب قوات الولايات المتحدة من الأماكن المذكورة أعلاه في موعد لا يتعدى 30 يونيو/ حزيران عام 2009.

والأخرى المــادة السابعة والعشـرون

*ردع المخـاطر الأمنـيـة – والتي تتحدث عن مساندة العراق في ردع المخاطر الخارجية لكننا رأينا غير ذلك مطلقاً

من أجل تعزيز الأمن والاستقرار في العراق والمساهمة في إرساء السلام والاستقرار الدوليين، يسعى الطرفان بفعالية من أجل تعزيز القدرات السياسية والعسكرية لجمهورية العراق وتمكين العراق من ردع المخاطر التي تهدد سيادته واستقلاله السياسي ووحدة أراضيه ونظامه الديمقراطي الاتحادي الدستوري. ويتفقان في هذا الصدد على:

1-عند نشوء أي خطر خارجي أو داخلي ضد العراق أو وقوع عدوان ما عليه، من شأنه انتهاك سيادته أو استقلاله السياسي أو وحدة أراضيه أو مياهه أو أجوائه ، أو تهديد نظامه الديمقراطي أو مؤسساته المنتخبة ، وبناء على طلب من حكومة العراق، يقوم الطرفان، بالشروع فوراً في مداولات استراتيجية، ووفقاً لما قد يتفقان عليه فيما بينهما، تتخذ الولايات المتحدة الإجراءات المناسبة، التي تشمل الإجراءات الدبلوماسية أو الاقتصادية أو العسكرية أو أي إجراءٍ آخر، لردع مثل هذا التهديد.

فلم تساند القوات الأمريكية القوات العراقية في القضاء على الإرهاب وانما كانت تعمل على زرع الفتن بين ابناء الشعب الواحد وكانت تساند الأرهاب لبث الفرقة الطائفية بين ابناء الشعب وتتنقل وتعتقل مواطنين أبرياء لا لشيء اقترفه بل كانت اكثرها تهم ملفقة…ولم يجنٍ العراقيون من الأتفاقية غير الخيبة والأسى .. وللأسف حققت القوات الأمريكية الكثير من غاياتها فلم يتغير وضع العراق مطلقاً بل أ ُنتهكت عروضه ونسفت متاحفه ونبشت آثاره وفرقت طوائفه …ولم يشهد الشعب العراقي منفعة تذكر بل ازداد حاله سوءا…. والجميع يتساءل ماذا سيكون بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق حسب ما موجود في الأتفاقية الأمنية….

نعم انسحبت قوات الشر من العراق وبحسب نص مذكور في الأتفاقية فلم يتحسن الوضع في العراق (فأن بقائهم لا يسمن ولا يغني من جوع)….بل رحيلهم افضل فهذابدوره يعزز السيادة الوطنية للعراق ويحل الكثير من الأزمات ويتم السيطرة على زمام الأمورفي السلطات المركزية والمحلية بدون تدخل سافر يؤدي الى تغيير في القرارات ….ونحن نتمنى من العراقيين أن يتكاتفوا لأجل وطن واحد ..لأجل استمرار البسمة على وجوه الأبرياء ،ولأجل حياة كريمة لعوائل الشهداء ،ولأجل صباح غد ٍ ذي أشراقة بهية ونسمة زكية …..والسلام

About this publication