The American Clown Has Used Up His Tricks

<--

البهلوان الأميركي استنفذ ألعابه .. بقلم : نور الدين الجمال

الجمعة 17-02-2012

http://www.champress.net/index.php?q=ar/Article/view/113439

كشفت الحرب العالمية على سورية الكثير من أوراق خطة احتواء الفشل التي رسمها ديفيد بترايوس قبل تسلُّمه مهام رئيس الاستخبارات المركزية الأميركية الذي يحظى بفرصة الجمع بين مهام الوكالة التجسسية والأمنية وقيادة العمليات السياسية والحروب الأميركية غير المباشرة لتقويض خصوم الهيمنة الأميركية في العالم والشرق الأوسط على وجه الخصوص. بترايوس يقف خلف الستار ويحدّد عملية بناء التحالفات بين الحكومات والقوى والأطراف المشاركة في الحرب على سورية، وهو مبتكر نظرية التفاهم مع قادة الإخوان المسلمين التي كلف بتنفيذها وتدويل اتفاقاتها كلاً من وليم بيرنز وجيفري فيلتمان في وزارة الخارجية، والاجتماع الذي عقده فيلتمان في باريس مع أطراف التحالف الخليجي والدولي المسؤول عن خطة تدمير القوة السورية تتضمن عملية توزيع للأدوار بهدف تفعيل الافتراضات العسكرية على الأرض السورية ورسم آليات لمساعدة ميليشيات “مجلس اسطنبول” بالمال والسلاح انطلاقاً من تركيا ولبنان بصورة خاصة.

التقارير تفيد بأن الاجتماع الذي رأسه جيفري فيلتمان ضم وزير خارجية السعودية وعبد الحليم خدام ووزير خارجية قطر ووفداً من “مجلس اسطنبول” وسعد الحريري ومندوبين عن الاستخبارات الفرنسية والبريطانية، وقد وضع الاجتماع مسودّة القرار الذي اقترحه سعود الفيصل على مجلس الجامعة العربية بينما تولى فيلتمان إبلاغ النتائج إلى وزير خارجية تركيا داود أوغلو قبل سفره إلى واشنطن ليعمل على كسب التأييد الأميركي بشكل واضح من خلال العمل لتفعيل غرفة عمليات قاعدة أنجيرليك التركية لتوريد كميات جديدة من الأسلحة لمصلحة مسلحي الإخوان المسلمين وفصائل التكفير الموجودة على الأرض.

المأزق الذي يواجه الحرب على سورية والأطراف المتواطئة في شنها ناتج عن الاستعصاء الدولي الذي ولّده الفيتو الروسي ـ الصيني المزدوج والموقف الروسي الصلب الذي بلغ حد توجيه الإنذارات رسمياً إلى الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها والتعهد بالشراكة مع سورية وحلفائها في التصدي لأي مغامرة عسكرية، في حين أن الخبراء يجزمون باستبعاد مثل هذا الاحتمال نتيجة حصانة الموقع السوري ومعادلة الردع التي تملكها أطراف منظومة المقاومة في المنطقة والإحجام الأميركي والأوروبي عن التجاوب مع إلحاح بعض الدول الخليجية على مساندة قرار مجلس الجامعة العربية بطلب إرسال قوات حفظ سلام أممية ـ عربية إلى سورية هو حصيلة فعلية لمخاوف دول الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأميركية على مصير “إسرائيل”، لأن كل تحد عسكري يثار ضد سورية مرشح للتحول إلى حرب إقليمية كبرى ستخوضها سورية ضد “إسرائيل” ولن تكون إيران بعيدة عن جبهاتها كما أبلغت القيادة الإيرانية كل من يعنيهم الأمر، بذلك.

على هذا النحو تتحول الحرب على سورية إلى حرب عالمية بالواسطة تحشد فيها قدرات مالية وعسكرية ضخمة وترفع درجة الضغوط إلى أقصى حد ممكن على أمل إضعاف الدولة السورية وتفتيت التضامن الوطني الذي أظهره الشعب السوري بالتفافه خلف دولته ورئيسه وفي مساندته للجيش العربي السوري في عملياته لسحق بؤر الإرهاب والتمرد في بعض المناطق خصوصاً في المحافظات الوسطى أي حمص وإدلب وريف حماه.

واستناداً إلى معلومات مؤكدة ومن أكثر من جهة استخبارية وإعلامية وسياسية، فإن تنظيم القاعدة أوفد مئات العناصر إلى الداخل السوري من العراق وأفغانستان وباكستان، ولدى السلطات السورية الكثير من الوقائع والأسماء، بينما عُلم أن مواقع تابعة لتنظيم القاعدة أعلنت عن مقتل عدد من عناصرها في سورية إلى درجة أن شبكة “أنصار الشام” المرتبطة بالقاعدة كشفت عن مصرع الأردني أبو البراء السلط في ريف حلب وأبو أسامة المهاجر وأبو سارة الإماراتي وهما يهربان السلاح من العراق إلى سورية كذلك أصيب المدعو أبو حامد الجبوري العراقي وجميعهم من “القاعدة” بالإضافة إلى ما ذكرته وكالة “يونايتدبرس” عن مقتل خمسة من أخطر الإرهابيين في الزبداني من بينهم الكويتي أبو حذيفة والأربعة الآخرون من جنسيات مختلفة، في حين أن لدى السلطات السورية موقوفين إرهابيين من جنسيات متعددة من تونس إلى أفغانستان وباكستان وليبيا إضافة إلى دول الخليج والعراق والأردن ولبنان.

إعلان أيمن الظواهري بعد أشهر من مشاركة “القاعدة” في الحرب جاء تتويجاً لتفاهمات عقدتها الاستخبارات الأميركية مع “القاعدة” بعد الإعلان عن تصفية أسامة بن لادن وبدء مفاوضات بين الإدارة الأميركية وحركة طالبان تحت الرعاية القطرية.

ويقول بعض الخبراء إن الأميركي في حربه المتعثرة على سورية يرمي بكل أوراقه وهو اليوم أشبه بالبهلوان الذي أخرج ما في جيوبه وينظر هؤلاء الخبراء إلى التوتر الشديد المسيطر على بعض حكومات “الاعتدال العربي” على أنه نتيجة لتقدم عمليات الحسم التي تخوضها القوات العربية السورية في الميدان والتي تنذر بتدمير البنية التحتية الأساسية للعصابات الإرهابية الممولة من الخارج عبر لبنان وتركيا والتي تمثل آخر احتياطي يمكن التعويل عليه لاستنزاف الدولة السورية وموقفها المقاوم الذي يحلم بعض الحكام العرب بالتخلص من أعبائه وإحراجه الذي منعهم من تمرير خطة تصفية القضية الفلسطينية وشطبها عن جدول الأعمال العربي والانتقال إلى أوسع العلاقات العلنية مع “إسرائيل” وهنا يكمن بيت القصيد الأميركي.

About this publication