.
Posted on February 26, 2012.
تدور الآن معركة شرسة بين مصر وأمريكا هي في جوهرها معركة تحرير مصر من التبعية لأمريكا
وهى المعركة التي اختارت مصر لها مجال ما يسمى بالمنظمات الحقوقية العاملة في نطاق المجتمع المدني وحقوق الإنسان.
وهى المنظمات التي تعد الذراع الأساسية للاختراق الأمريكي في المجتمع المصري واختيار هذه المنظمات لم يكن موقفا ضد الاختراق الأمني والسياسي الأمريكي فحسب وإنما ضد السياسات الخاطئة التي كادت تدمر المجتمع المصري وتدمغ الحياة السياسية والثقافية والإعلامية في مصر بالتبعية الكاملة لأمريكا أي إنها معركة تحرر وطني تستهدف تطهير الحياة المصرية من براثن النفوذ الأمريكي والحد من التخريب المتعمد الذي تتعرض له مصر على مدار 30 عاما تخريب شمل كافه القطاعات بلا استثناء من التربة الزراعية إلى الهواء إلى العقول إلى نزح الثروات إلى تجنيد العملاء وتأسيس شبكات التجسس.
إذن فهي معركة محوريه يخوضها المجلس الأعلى للقوات المسلحة دفاعا عن مصر كلها ووصل فيها الأمر إلى حد تقديم 43 متهما لمحكمة الجنايات منهم 19 متهما أمريكيا لأول مرة في تاريخ العلاقات المصرية الأمريكية وهو إجراء لم يحدث حتى في ستينات القرن الماضي إبان فتره الزعيم جمال عبد الناصر والتي كانت العلاقات الأمريكية المصرية في أسوأ مراحلها وهو موقف مصري لا تراجع عنه، حسبما قال الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء لأنه موقف يدل على وطنيه وانتماء للبلد ورغبه في استعاده روح ونهج العزة والكرامة والحقيقة أن يسمى بالمنظمات الحقوقية سواء المرخص ها رسميا أو غير المرخص لها تلعب دورا تدميرا وتخريبيا من الدرجة الأولى وتعد بمثابة أدوات تجسسية وتخريبية، وكلها تتلقى تمويلا أجنبيا مشبوها ووصل إلى أكثر من 1200 مليون دولار خلال عام 2011 المنصرم.
وهو ما يؤكد خطورة الدور الهدام، والذي تلعبه هذه المنظمات، وهى جزء من سياسات ترسيخ الاختراق التي كان ينفذها النظام السابق بقيادة المخلوع مبارك أنى اعتقد وبوضوح أن ضرب وتصفية هذه المنظمات هي مجرد بداية لطريق طويل ولن تكون هذه المنظمات نهاية المطاف في معركة تحرير مصر وإنما هي مجرد خطوة في مشوار طويل بدأه المجلس الأعلى للقوات المسلحة يستهدف عودة مصر لمجدها ودورها الريادي ولا ننسى أن أمريكا في حالة ارتباك كامل بسبب المواقف الوطنية غير المتوقعة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
ومنها سحب الوفد العسكري المصري من أمريكا وإنهاء زيارته لرفضه تقبل أية ملاحظات صادرة عن الإدارة الأمريكية وهى مواقف تذكرنا بأمجاد وطنية مصرية وسوابق مماثلة في تاريخنا الوطني.
عموما لدينا في مصر قاعدة صحيحة علمية لا تتغير كان يقولها دائما الزعيم جمال عبد الناصر وهى: “عندما أسمع الشتائم توجه إلي من الإدارة الأمريكية أو الإدارة البريطانية أتيقن أنني أسير في الطريق الصحيح، وعندما سيتوقفون عن الهجوم علي أشعر بالخطر والتوجس وأتيقن أن هناك ثمة خطأ، وأن شيئا ما يحدث”.
وتطبيقا لهذه القاعدة فإن الهجوم الأمريكي على مصر يؤكد صحة الموقف الرسمي وحمايته للأمن القومي المصري وصموده للضغوط الأمريكية ويبقى في النهاية أن نشير إلى حقيقتين؛ الأولى منهما أن أمريكا كانت قد طلبت من المخلوع حسنى مبارك خمس مرات إقالة المشير حسين طنطاوي وعجز المخلوع عن تنفيذ الرغبة والطلب الأمريكي؛ لأن أمريكا كانت تعي جيدا وطنية المشير طنطاوي، وانتمائه لمصر وخوفها من الدور شديد الخصوصية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر.
والثانية أن أمريكا تلح في إبعاد الدكتورة فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي من منصبها؛ لأنها تجرأت وضربت المنظمات المخترقة أمريكيا، وضربت منظمات أمريكية الجنسية مثل المعهد الديمقراطي والمعهد الجمهوري وفريدوم هاوس .. إلخ.
ولأنها أيضا أبدت استعدادها لرفض المعونات الأمريكية والاستغناء عنها، فهي نموذج للمسئول الوطني المصري الذي اختفى من حياتنا السياسية لمدار 30 عاما كاملة من حكم المخلوع حسني مبارك.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.