هل تورط إسرائيل الولايات المتحدة في إيران؟
تزدحم المحطات التي تتقاذف وزير الدفاع الأميركي «ليون بانيتا» لكن أكثر ما يستحوذ عليه، ويثير قلقه وهمَّه هو التهديد الإسرائيلي بشنِّ هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، خلال الأشهر القليلة المقبلة، خصوصاً وان التقديرات الأميركية تشير إلى أن تقدم إسرائيل في التنفيذ في شهري أيار أو نيسان.
ويواجه واشنطن في هذه المسألة موقف إسرائيلي يتمثل في أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لا يريد أن يترك مصير إسرائيل معلقاً بالقرار الأميركي، لخشية تل أبيب من أن تتمكن إيران قريباً من تخزين كميات من اليورانيوم المخصب في منشآت عميقة تحت الأرض، تكفي لصنع سلاح نووي، بسبب معلومات استخبارية موثوقة في هذا الشأن.
وقد حذر الرئيس الأميركي اوباما وبانيتا إسرائيل من مغبة هذا الهجوم، لأنه سوف يعرقل مسار العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، حيث ترى واشنطن انها بدأت تحقق نجاحات، سوف تعيق البرنامج النووي الإيراني، وفي الاتجاه الآخر، فان الإدارة الأميركية تجري مناقشات واسعة وعميقة تتناول أي هجوم إسرائيلي على إيران. فهل سيكون الرد الإيراني باستهداف السفن الأميركية في المنطقة، ام بإغلاق مضيق «هرمز» إضافة إلى مدى تأثير ذلك على أسعار النفط، وبالتالي أثره على الاقتصاد الأميركي الضعيف. ومع ذلك فان واشنطن تحاول ان تنأى عن الدخول في أي صراع مع إيران، ما لم تقم طهران بتحرك يستهدف المصالح الأميركية التي يستدعي ردا قويا من واشنطن.
وبسبب الحلف الاستراتيجي القوي بين الولايات المتحدة وإسرائيل فان المسؤولين الأميركيين يحذرون طهران من مغبة سوء الفهم موضحين ان لواشنطن التزام إزاء أمن إسرائيل، يعود الى ستين عاما مضت، فإذا وجهت طهران أي ضربة للمدنيين في إسرائيل، فان هذا سيترتب عليه تدخل أميركي.
ورغم هذه الأجواء التي تحيط بهذا الموضوع، فان مراقبين يعتبرون انه من الصعب تدمير المفاعل النووي الإيراني المقام تحت الأرض في مدينة «قم» من خلال هجوم جوي تقوم به إسرائيل، وانه من الطبيعي أيضاً ان يرد الإيرانيون بوابل من الصواريخ على إسرائيل.
وقد تحدث عسكريون أميركيون على صلة بعسكريين إسرائيليين معنيين بهذه المسألة تحدثوا عن سيناريو هذا الهجوم الذي سيكون على هيئة حرب قصيرة، تستغرق خمسة أيام تتابع فيها الهجمات الجوية الإسرائيلية المحدودة، وبانتهاء هذه المدة، تعلن الأمم المتحدة وقف إطلاق النار. وكانت طهران قد أكدت مرارا انه من السهل اشعال نار الحرب ولكن من الصعب اخمادها، لأن الإيرانيين الذين تتعاظم قوتهم العسكرية وتسليحهم، ليس من السهولة التسليم بالواقع، او القبول بهزيمة الشعب الإيراني امام العالم خصوصا جراء التهديدات الايرانية المتلاحقة بالرد الواسع ضد إسرائيل، وان هذا الهجوم سيكون نهاية هذا الكيان الصهيوني.
وإزاء التهديدات الإسرائيلية لضرب إيران، فقد توصل الأميركيون إلى طريقين لمعالجة المسألة النووية الإيرانية، وذلك بانفتاح إيران على مفاوضات جادة للتوصل الى صيغة تضمن استخدام البرنامج النووي الإيراني في أغراض سليمة ومدنية، واما ان تواجه إيران بتصعيد أميركي من خلال عمليات سرية للحد من قدرة إيران على مواصلة برنامجها النووي لدرجة تجعل إسرائيل تعتقد بعدم ضرورة شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية.
والتصعيد الإسرائيلي الأخير ضد إيران، وتصريحات وزير الحرب الإسرائيلي بان إسرائيل ستتخذ قرارا بشن هجوم على إيران في نهاية المطاف ربما يكون هدفه توريط الولايات المتحدة وزيادة الضغوط عليها، او استفزاز ايران لاتخاذ قرارات غير صائبة.
Israel is only 50 percent to blame for the US being embroiled. The other 50 percent belongs to Obama. As Trita Parsi has pointed out, 45 minutes of diplomacy is evidence that Obama has never really put diplomacy “on the table”, along with military action and regime change. What else is not “on the table” is peace. The US doesn’t do peace.