What Is Obama Betting On?

 .
Posted on March 15, 2012.

<--

علامَ يراهن أوباما؟

الثلاثاء 06 آذار 2012

جورج سولاج

للوهلة الأولى، يبدو لمن يتابع المواقف الأميركية في شأن الأزمة السوريّة أنّه يحتاج لمنجّم مغربي ليفهم ماذا يريد الأميركيّون، وماذا يخطّطون؟

فقد دأبت واشنطن بين فينة وأخرى على تطمين دمشق “أن لا تدخّل عسكريّاً في سوريا” واسترسلت في شرح الأسباب “وإنّ سوريا ليست ليبيا”.

وعندما اندلعت المواجهات العسكرية في بعض المدن السوريّة، قالت واشنطن إنّ “تنظيم القاعدة” دخل على الخطّ، وأبدت خوفها من وصول الأسلحة للقاعدة بدل المعارضة، وكأنّها تعطي إشارات دعم للسلطات السوريّة لإكمال ما بدأته من حسم عسكريّ من جهة، وإنذاراً للجهات الراغبة في تسليح المعارضة من جهة أخرى.

إلّا أنّه سرعان ما يطلّ مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان وهو السفير الذي عاين خروج القوّات السوريّة من لبنان عام 2005، وخَبِر قضايا المنطقة وخباياها، ليكرّر “أنّ سقوط النظام في سوريا حتميّ”، محاولاً ربّما إعادة بعض المعنويات للمعارضة السوريّة بعد الحسم العسكري للسلطة في حي بابا عمرو في حمص.

لكن عندما يعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما “أنّ أيّام الرئيس السوريّ بشّار الأسد باتت معدودة، وأنّ واشنطن تعمل على تسريع الانتقال الديموقراطي في سوريا” فإنّ الأمر لا يحتمل أيّ مناورة، لأنّ أوباما لن يغامر في إطلاق موقف حازم كهذا عشيّة إعلان ترشيحه لولاية رئاسية ثانية.

فموازين القوى الداخلية في سوريا ما زالت لمصلحة النظام على رغم العقوبات والعزلة العربية والدولية والمواجهات المسلّحة التي أضعفته بلا شكّ، لكنّها لم تقوّض قبضته على السلطة ولن تجعله يرحل.

ولكن ماذا يخبّئ أوباما في جعبته حتى يراهن على “أنّ أيّام الأسد باتت معدودة”، إذا كانت إدارته تحرص على التأكيد ليلاً نهاراً أن لا خُطط عسكريّة لديها للتدخّل في سوريا، فيما طائرات التجسّس الأميركيّة بلا طيّار تحلّق فوق الأجواء السوريّة وترصد مواقع وتحرّكات الجيش السوري؟

دوائر دبلوماسيّة غربية تؤكّد أنّ أوباما لا يرغب في هذه المرحلة حَسم الأزمة السوريّة ميدانيّاً، وبالتالي يُتوقّع استمرارها حتى الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني المقبل على الأقلّ.

وعلى رغم كلّ تصريحات النفي، وضع حلف شمال الأطلسي (الناتو) ثلاثة شروط للتدخّل العسكري:

1 – الحاجة الإنسانية التي تستوجب التدخّل.

2 – الدعم الإقليمي.

3 – الأساس القانوني.

وإذا كان الدعم الإقليمي متوافراً إلى حدّ ما، سعوديّاً وتركيّاً، فإنّ المزيد من أعمال العنف وسقوط الضحايا سيلبّي شرطاً ثانياً من الشروط الثلاثة المطلوبة للتدخّل. ويبقى العمل على تغيير الموقف الروسيّ في مجلس الأمن مطلباً حاسماً في تغيير موازين القوى داخل سوريا من جهة، وتوفير الغطاء القانونيّ للتدخّل الدولي من جهة ثانية.

في كلّ الأحوال، يبدو أنّ السلطات السوريّة مرتاحة لسير الأمور على الأرض، إلّا أنّ الأزمة إلى مزيد من التدهور والمواجهات والضحايا، ولا حلّ قريبا.

About this publication