ماذا يجمع بين باراك أوباما وبنيامين نتنياهو؟ كلاهما أميركي المنشأ.. الأول اختار البقاء أميركيا، والثاني اختار أن يكون إسرائيليا يسخّر أميركا من أجل إسرائيل. الأول تعلم في أميركا الشجاعة والطموح والحلم وأنه لا حدود للنجاح بحيث أصبح رمزا للمستحيل الممكن، والثاني تعلم في أميركا الوقاحة والوصولية والهجومية والابتزاز.
عندما التقى أوباما نتنياهو في البيت الأبيض، لم تكن العصا والجزرة في يد الرئيس الأميركي، بل في يد ابن بروكلين السابق. فالإسرائيلي يعرف أن لديه رهينة دائمة في البيت الأبيض: عندما يريد الرئيس ولاية أخرى. وفيما يتحدث الأميركي الأول لغة دبلوماسية هدفها إرضاء الجميع، يتحدث الأميركي السابق لغة تفزع العالم: من أجل إسرائيل، يجب على أميركا أن تتعهد بأن تضحي بنفسها.
هذا ووسم نتنياهو المفضل: العرب غارقون في دماء ربيعهم، والأميركيون مبعثرون بين الانتخابات والأزمات، والأوروبيون يتعلمون في اليونان العزف على «البوزوكيا»، أو العود المموه الأوتار. حاول أوباما أن يسابقه لكي لا يجاوره. قال له إن إيران النووية خطر على أميركا والعالم، وليس فقط على إسرائيل. وحاول أن يقنعه، كما قال كبير معلقي أميركا توماس فريدمان، بأن القوة النووية الإيرانية سوف تطلق سباقا نوويا في الشرق الأوسط يهدد العالم أجمع. ويرى فريدمان أن العنصر المهدئ الوحيد يمكن أن يكون يهود أميركا ومصالحهم.
يأتي سوء الحظ قدرا، ويمكن أن يأتي أيضا بالانتخاب. والإسرائيليون انتخبوا لأنفسهم، ولحليفتهم الأولى، نموذجين لسوء الحظ وسوء الخلق، يتمثلان في الثنائي نتنياهو – ليبرمان. ونحن أيضا لا نخلو من سوء الطالع. فعندما جاء أوباما كان أول ما تحدث عنه إقامة دولة في الضفة وغزة.. لكن أين نحن منها الآن؟ لقد أصبحت القضية إيران وليست فلسطين، كما يقول سلام فياض. والقضية صارت الربيع العربي، وأنهره التي بلون شقائق النعمان.
أميركيان، واحد يحاول أن ينقذ بلاده من عصر الحروب التي لم تعد مجدية، لأنها تلد حروبا أخرى، وواحد يحاول أن يفرض على بلده الثاني قدر بلده الأول: الحرب هي الحياة.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.