Features of American Media

OPD 3/28

Edited by Laurence Bouvard

 

<--



ملامح الصحافة الأميركية

تاريخ النشر: الأربعاء 28 مارس 2012

دواعي استئناف المساعدات العسكرية لمصر…وتحول إستراتيجي صوب آسيا

هل ثمة تحفظ على قرار إدارة أوباما استئناف المساعدات العسكرية لمصر؟ وكيف طمأن أوباما نظيره الروسي حول مسألة الدرع الصاروخية؟ وماذا عن تطوير علاقات واشنطن العسكرية في آسيا وأستراليا؟ وإلى أي مدى تراجع الدعم الشعبي للحرب في أفغانستان؟… تساؤلات نجيب عليها ضمن قراءة أسبوعية في الصحافة الأميركية.

مساعدات ولكن!

تحت عنوان “تمكين حكام مصر العسكريين”، نشرت “نيويورك تايمز” أول من أمس افتتاحية رأت خلالها أن الولايات المتحدة بنت علاقاتها مع مصر استناداً إلى الجيش المصري الذي حصل من الولايات المتحدة على ما يزيد على 39 مليار دولار خلال العقود الثلاثة الماضية. لكن الثورة المصرية المطالبة بالديمقراطية، والتي مر عليها الآن أكثر من عام، وفرت لواشنطن فرصة، لتغيير علاقاتها مع مصر بحيث تدعم المجتمع المدني. الصحيفة تقول إن إدارة أوباما ارتكبت خطأ فادحاً عندما لم تغتنم هذه الفرصة. والأسوأ من ذلك أن الإدارة الأميركية بررت موقفها هذا بأنها تحاول حماية مصنعي الأسلحة الأميركية الذين يوردون ما ينتجونه من أسلحة إلى مصر. يُشار إلى أنه في يوم الجمعة الماضي أقرت وزيرة الخارجية الأميركية استئناف المساعدات العسكرية لمصر، التي تصل قيمتها إلى 1.3 مليار دولار، فهذه الأموال تم تعليقها منذ أكتوبر الماضي، بسبب قانون جديد يطلب من الإدارة الأميركية أن تتأكد- قبل تقديم المساعدات- من مدى التقدم الذي أحرزته مصر في مجال الحريات الأساسية. وزيرة الخارجية الأميركية لم تقر بأن مصر أوفت بالمعايير الديمقراطية المطلوبة التي يسعى الكونجرس لتحقيقها، وبدلاً من ذلك تخلت الوزيرة عن هذا الشرط، ما يسمح بتدفق المساعدات العسكرية على مصر والمتمثلة في طائرات F-16 ودبابات من طراز M1A1.

وفي الوقت الذي تم إحراز بعض التقدم صوب نظام ديمقراطي في مصر، ومع تشكيل برلمان جديد مطلع العام الجاري، فإن المجلس العسكري الحاكم لم يلغ قانون الطوارئ بصورة قاطعة، حيث تعرض آلاف النشطاء للاعتقال بموجب هذا القانون والمحاكمة أمام محاكم عسكرية. وحسب الصحيفة، يشك كثير من المصريين في أن الجيش لن يسلم السلطة لقيادة مدنية منتخبة، لكن لا تزال ثمة أسباب تبدو منطقية بالنسبة للأميركيين كي يواصلوا العمل مع الجيش المصري، من بينها معاهدة السلام مع إسرائيل، والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، والتفاوض مع إيران، لكن هذا القرار السياسي المتمثل في استئناف تقديم المساعدات للجيش المصري، تبدو نابعة أساساً من حسابات سياسية، لأن الأسلحة المدرجة في المساعدات أميركية الصنع، ما حدا ببعض المسؤولين إلى الزعم بأن تعليق المساعدات سيجعل الأميركيين يخسرون بعض الوظائف ويعرضهم لعقوبات. الصحيفة تقول إنه يتعين على إدارة أوباما إيجاد طريقة لتأخير جزء من المساعدات على الأقل، كي تثبت جديتها في دعم العملية الديمقراطية. وخلال الفترة ما بين مارس الجاري إلى الأول من يوليو، ستتم إعادة كتابة الدستور وانتخاب رئيس جديد للبلاد، وجميع المصريين في حاجة إلى أن يطمئنوا إلى أن أميركا تدعم الانتقال الديمقراطي. لكن الإفراج عن المساعدات العسكرية يرسل رسالة خاطئة.

تسريبات الميكروفون

وفي معرض تغطيتهما لقمة الأمن النووي في العاصمة الكورية الجنوبية، كتب “تشارلز بابينجتون” و”أن جيران” تقريراً أول من أمس في “كريستيان ساينس مونيتور”، جاء تحت عنوان “أوباما يخبر روسيا بأن الانتخابات ستجلب مزيداً من المرونة في مسألة الدرع الصاروخية”. هذا الاستنتاج تم التوصل إليه بمحض الصدفة، حيث تسنى للرئيس الأميركي ونظيره الروسي إجراء جلسة خاصة لكن ميكروفونات القاعة نقلت فحوى الحديث الذي دار بينهما. أوباما قال إنه سيكون أكثر مرونة بعد نوفمبر المقبل، حيث الموعد المقرر لانتخابات الرئاسة الأميركية. خصوم أوباما من “الجمهوريين” انتهزوا الخبر وقالوا إن لدى أوباما أجندة خفية يريد تطبيقها في حال فوزه في نوفمبر، وهي أجندة تنطوي على تنازلات في مسألة الدرع الصاروخية. وحسب التقرير، أشار أوباما إلى أن “هذه هي الانتخابات الأخيرة بالنسبة له، وبعدها سيكون أكثر مرونة”، ورد ميدفيدف عليه “بأنه يتفهم ذلك وسينقل هذا الأمر لفلاديمير بوتين”. من جانبه علّق البيت الأبيض على كلمات أوباما بالقول: إن هذه الكلمات تعكس واقعاً مفاده أن المخاوف السياسية الداخلية في كل من الولايات المتحدة وروسيا، تجعل من الصعب على البلدين التعامل مع التباينات المتواصلة حول الدرع الصاروخية. وضمن هذا الإطار أدلى “بن رودز” نائب مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي، بتصريح مفاده أن انتخابات 2012 في كلا البلدين تجعل العام غير مناسب لتحقيق اختراق. بوتين الرئيس الروسي المنتخب، لفت الانتباه مطلع الشهر الجاري، عندما أشار إلى أن رفض واشنطن تقديم ضمانات مكتوبة لموسكو مفادها أن نظام الدرع الصاروخية لن يكون موجهاً صوب روسيا، أمر يؤجج المخاوف.

تعاون مع أستراليا

يوم أمس، وتحت عنوان “الولايات المتحدة وأستراليا توسعان علاقتهما العسكرية…”، كتب “كريج وايتلك” تقريراً في “واشنطن بوست”، ذكر خلاله أن واشنطن وكانبيرا تخططان لتطورات كبرى في علاقاتهما العسكرية، تشمل طائرات من دون طيار والسماح للبحرية الأميركية بدخول الموانئ الأسترالية، وذلك لأن وزارة الدفاع الأميركية تنقل قواتها بحيث تكون أكثر اقتراباً من جنوب شرق آسيا. هذه الاتجاهات لا تزال في إطار المناقشات بين البلدين، لكنها تحظى باهتمامهما، حيث اتفق الجانبان في نوفمبر الماضي على نشر 2500 جندي أميركي في منطقة “داروين” شمال شرق أستراليا. هذا يأتي كمؤشر جديد على تحولات استراتيجية سريعة تقدم عليها إدارة أوباما داخل آسيا، في مرحلة تسعى واشنطن خلالها إلى طي عقد كامل وباهظ التكاليف من الحرب في كل من أفغانستان والعراق. على صعيد آخر- والكلام لا يزال لتقرير “واشنطن بوست”- أنجزت الحكومة الأميركية اتفاقاً مع سنغافورة حول نشر أربع سفن حربية، كما بدأت مفاوضات مفتوحة مع الفلبين بخصوص زيادة وجود العسكري الأميركي لديها، تسعى “البنتاجون” – ولو بدرجة أقل من الاهتمام- إلى تطوير علاقاتها العسكرية مع تايلاند وفيتنام وإندونيسيا وبروناي.

دعم يتراجع

خصصت “نيويورك تايمز”يوم الاثنين الماضي أحد تقاريرها لرصد الدعم الشعبي المتراجع للحرب في أفغانستان، وضمن هذا الإطار، نوهت “إليزابيث باميلار” و”أليسون كوبيكي” إلى أنه بعد مسلسل عنف وموجة انتكاسات يتراجع دعم الأميركيين للحرب بصورة حادة، وهو تراجع يطال كلاً من “الديمقراطيين” و”الجمهوريين”، وذلك حسب استطلاع رأي أجرته الصحيفة بالتعاون مع شبكة CBS الإخبارية. الاستطلاع الذي تم خلال الفترة من 21 إلى 25 مارس الجاري، وشارك فيه 986 أميركياً جاءت نتائجه كالتالي: 69 في المئة من المشاركين فيه (أي أكبر من ثلثيهم) يرون أن أميركا ما كان يجب عليها خوض هذه الحرب، علماً بأن نسبة من تبنى رأياً مفاده أن الولايات المتحدة لا يجب أن تواصل خوض هذه الحرب كانت خلال الشهر الماضي 53 في المئة فقط. وعن انطباعات المشاركين عن سير الحرب، فقد وجد 68 في المئة منهم أن القتال يسير بشكل سيئ أو سيئ جداً، علماً بأن أصحاب هذا الرأي كانت نسبتهم في نوفمبر الماضي 42 في المئة فقط.

إعداد: طه حسيب

اقرأ المزيد : وجهات نظر | ملامح الصحافة الأميركية | Al Ittihad Newspaper – جريدة الاتحاد http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=64946#ixzz1qQllR9YB

About this publication