هناك مثل كردي شائع بين الناس يقول : (طمس قليل الحياء عشرات المرات في البحر وكلما يخرج من الماء ‘ يقول : عجباً ارى أنني غير مبلل ؟!!…..) في ضوء هذا المثل إذا قمنا بقرءاة لوضع الآمريكي ومسيرته من أجل الهيمنة على العالم ‘ من الصحيح القول أن حَصِلة أربعة عقود من الزمن، نجد أن مسيرة الانحدار الأمريكي بدأت منذ أواسط ستينيات القرن الماضي ومنذ هزيمتها المنكره في فيتنام ، رغم الانتصارات الجزئية ومظاهر الرخاء الاقتصادي المزيّف والمصطنع، وتوسّع هيمنة قطاع المال على الاقتصاد ، وانهزمت شر هزيمة في ايران بسقوط حاكمه المطيع شاه محمد رضا ‘ وبعدذلك خرجت معظم دول أمريكا اللاتينية من التبعية ‘ بحيث لم يبق لها في هناك اي قواعد العسكرية ، ورغم سقوط الاتحاد السوفياتي في تسعينات القرن الماضي أيضاً ومع ذلك تم صد التوسّع الأطلسي شرقاً، وإنقاذ روسيا من براثن أمريكا وفشل سياسة العلاج بالصدمة في مرحلة حكم بوريس يلتسين ‘ وبرغم أنها تخلت بكل وقاحة عن كل أصدقأئها الذين سهلو لها أمر الهيمنة في كثير من مناطق العالم بدءا بحكام فيتنام الجنوبية وشاه إيران ولاتنتهي ببرويزمشرف ومبارك ، ولكن مع ذلك ورغم كل الشواهد عن هزائمها ‘ نرى على سطح الواقع أن الإدارة الأمريكية ( حالها مثل ذلك الشخص قليل الحياء الذي يضرب به المثل !) تتحرك وبكل الإتجاهات كأنها منتصرة وواثقة من قدرتها في الداخل وفي الخارج لايزال ترى وتظهر نفسها أنها صاحبة القرن القوى الحاد تنطح به من يقف بوجهها و صاحبة المباديء الإنسانية الوحيدة في العالم تحافظ على الاصدقاء ‘ و حقوق الإنسان بدونها في خطر في أرجاء المعمور ‘ ولأن تنفيذ ومتابعة ثوابت الجشع الأمريكى للهيمنة على العالم منظمة في نظام السياسي تحتكره نخبة من ثلاثة أطراف رئيسية وهم سياسيون محترفون ضمن دائيره محدودة العدد ‘ ورؤساء المؤسسات الإقتصادية والبنوك المالية الكبرى وأخر طرف هم الجنرالات وكبار ظباط الجيش ‘ والارضية التي تقف عليها هذه النخبة هى (القوة) لتحقيق الاهداف ‘ و يتحدث لنا التاريخ انها مبنية في الأمريكا على اساس الغش والغدر مختفية خلف ضباب مكثف من إدعاء الديمقراطية والحرية والتعدديةالتي تدعي أنها توزع بين الأطراف في إطار تفاعل سلمي ! لذا ومع وجود مؤشرات واضحة عن الانكماش الأمريكى وتوسع ظاهرة الهروب من التجنيد بين المواطنيين الأمريكين خشية من الموت ‘ يطلع على العالم أحد سياسين من النخبة الأمريكية وهو وزير الخارجية الاسبق هنري كسنجر وهو العراب الذي حول نصر مقاتلى جيش المصري إلى خطوات ادى إلى تطبيع مع الدولة العبرية ويدعي و بدون حياء في لقاء مطول مع صحيفة نيويوركر الامريكية متسالاًً محاورته ) هل تعتقدين اننا أقمنا الثورات في تونس وليبيا ومصر لعيون العرب؟) بدلاً من أن يقول : اننا لانملك الاخلاق في تعامل مع مناصرينا من الحكام في العالم لذا عندما فوجيئنا بالأنتفاضات في تلك البلدان تخلينا عنهم ونعمل على تخريب مسيرة تلك الإنتفاضات ‘ وها نحن نرى أن المخططات الأمريكية الخبيثة تعمل حثيثاً من أجل إجهاض تلك الانتفاضات ودليلنا ان الوضع في تلك البلدان لايزال متوتر ‘ وترى كسنجر حول الوضع في سوريا تحدث بصراحة حيث أكد انه من اجل التغيير علينا العمل لإحراق سوريا من الداخل ..!
نقول كمتابع متواضع ‘ أن كل ما يقال عن هزائم الأمريكا المتلاحقة صحيح ‘ ولكن لي شعور أن القول (….وشكل الإنسحاب الامريكي من العراق فشلاً إستراتيجياً كبيراًومؤشراً لانسحاب من المشرق العربي كله ‘‘وأن قرار الإنسحاب من العراق ليس سوى قراراً يعكس فشلاً في أداء المهمة التي شنت الحرب لأجلها ‘ وأن هذه الخطوة تعني طي فصل اليم من التاريخ الامريكي….!!) كلام وتقييم غير دقيق و قراءة الوضع العراقي الداخلي بعد مرور (تسعة اعوام على التحرير…!!) و بعد خروج العسكر ‘ يظهر بوضوح أن العدوانية الأمريكية (نخبة القوة و المسؤولة عن تنفيذ ثوابت هدف التوجة إلى العراق) ‘ نفذت اشياء كثيرة من الاهداف التي تم وضعها بشكل منظم ‘ ضمن برنامج عملية الغزو و ستكون نتائجة على اهل العراق كارثيا حيث بوادرها المدمرة ظاهرة الأن للعيان .
كثير من المحللين يركزون ومنذ بدء تحركات أمريكا بهدف الغزو على موضوعة السيطرة على الموارد النفطية ‘ وتشكيل سلطة في العراق تكون موالية لهم ‘ في كل الأحوال عندما تكون القوة الغازية أمريكا والبلد المحتل وادي الرافدين ‘ فتوجة المحتل تحصيل حاصل ‘ ولكن الذي حصل وليبقى أثار ماحدث لاطول فترة ممكنة وبشكل مبرمج مخطط له مسبقاً ‘ تم لامريكا بنجاح مع الأسف بداً ب :تدمير كل ركائز الدولة العراقية ‘ ثم خلق فوضى مبرمجة تحت عنوان حرية الفرد ‘ والفرد العراقي هنا هم الذين كانوا يعيشون قبل الاحتلال 20%منهم فقط في الأحياء الفقيرة ‘ أصبح نسبتهم حسب التقارير الموثوقة من المنظمات الدولية بعد (التحرير) بيد المحتل 53% ‘وتم وفق نفس البرنامج المعد سلفاً لتدمير العراق تدمير 84% من مراكز التعليم وحرق 700 مدرسة ‘ تم توجه إلى تدمير المجتمع العراقي بشكل يقود الى سلوك هدم القيم االاجتماعية بمختلف أشكالها بأتجاه إيصالها إلى تفكيك بنيانها وكسر كل أطورها مرتبطة بالأصالة ‘ أن الاسلوب الأمريكى في تفكيك التماسك الاجتماعي وزرع عدم ثقة بين مكونات المجتمع العراقي وممارسة هذه الجريمة تحت عناوين براقة كحرية الفرد واختياره لطريقة حياته و…ألخ من هذه العناوين المخدرة لافراد المجتمع الذي عانى من ويلات الحرب و قساوة الحصار خلق وضعاً من الصعب السيطرة عليه وسيعانى منه العراقيين لوقت طويل ‘ ان الإعلان في الصحف العراقية بأن مدينة كربلاء المقدسة اكثر الاماكن منتشر فية تجارة المخدرات و ظهور ظاهرة الإنحراف بين الشباب في بغداد بداءت من مدينة الكاظمية كدليل ان عملية تحطيم القيم الاجتماعية في هذا البلد وراءها قوة منظمة ‘ ولا يستغرب عقلاء القوم إذا ظهرت بعد عشرات من السنين وثيقة تروى كيف ان المسؤولين الامريكين ضمن قوى الاحتلال وراء هذه الظواهر وكانت مهتمة بها أكثر من اهتمامها الكاذب بمحاربة المد الإيرانى ‘ وأخطر ما نجحت فية نخبة القوة الحاكمة والمسؤولة عن ثوابت النهج الامريكى وأهدافهم من غزو العراق هو نجاحهم في إستلام (صناعة) عملية سياسية مربكة على الاساس الفئوى و الطائفي ‘ بحيث وضحت لكل ذي بصيرة ‘ انها عملية ‘ كل المفاهم الديمقراطية فيها مشوهة و في مقدمتها عدم الإلتزام بالمستحقات الانتخابية حتى على الطريقة الغربية ‘ وخطورة هذه الظاهرة تكمن في أنهم وجدوا من يستجيب لهم من السياسين في الوسط العراقي ‘وهكذا وحسب ذلك تم السير بالعملية السياسية في العراق بإتجاه لايبشر ببناء دولة قادرة على ضمان الاستقرار والبناء وكما اشار احد الكتاب العراقيين : أن السياسين في العراق لا يعارضون بعضهم من منطلق الإنتماء للعراق والتوجه نحوه إعادة بنائها بعد ان دمرها المحتل ‘ بل من منطلق تبادل التهم بعضهم لبعض …ولاترى (عاقلا) بينهم عن ظاهرة توزيع الولاءات للدول الراعية خارج الحدود ‘ وهم يعرفون ان امريكا مرتاحة لهذه الظاهرة والعكس ليس صحيحاً …
لذا نرى ان امريكا وبقرار من قوى النخبة خرجت من العراق ‘ وهي مرتاحة لما عملته ونفذته وتعرف أنها ادت الواجب بتدمير بلد وارهاق شعبه وقتل منهم أكثر من مليون ‘ وهذه النخبة لاتخجل إذا كتبت كل اقلام الدنيا (….وشكل الإنسحاب الامريكي من العراق فشلاً إستراتيجياً كبيراًومؤشراً للانسحاب من المشرق العربي كله ‘‘وأن قرار الإنسحاب من العراق ليس سوى قراراً يعكس فشلاً في في أداء المهمة التي شنت الحرب لأجلها ‘ وأن هذه الخطوة تعني طي فصلً اليمً من التاريخ الامريكي….!!) كلام وتقييم غير دقيق و قراءة الوضع العراقي الداخلي بعد مرور (تسعة اعوام على التحرير…!!)
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.