The Pharaoh’s Magicians and America’s Kings

<--

عين الطائر – سحرة فرعون وكهنة أمريكا

محمد غزلان ghozlanmisr@yahoo.com

الجمعة 6 أبريل 2012

هجوم الإخوان علي الصحفيين له ما يبرره خاصة أن هناك بعض وسائل الإعلام وبعضاً من الصحفيين يتنمون لما يسمي بالفلول اتخذوا من الإخوان هدفاً ثابتاً لا يتغير مما دفع المرشد العام إلي وصفهم بـ “سحرة فرعون” ولكن ماذا عن الإعلام الغربي والأوساط السياسية والمخابراتية التي شد إليها الرحال وفود من الإخوان تحت دعاوي “طمأنة الغرب” ويبدو ان الزيارات لا تهدف فقط إلي تحسين صورة الإسلام السياسي بقدر ما هو الحصول علي رضا الأمريكيين وموافقتهم بل دعمهم للإسلاميين ويبدو أن قدر مصر منذ محمد علي وإلي الآن باستثناء عبدالناصر هو الحصول علي إذن الباب العالي قبل الإقدام علي الإمساك بزمام الأمور في مصر وإذا كانت أسطنبول في الزمن القديم هي الباب العالي فإن هذا الباب “دوار” ينتقل من مركز إلي آخر وقد وصل الآن إلي واشنطن صاحبة الأمر والنهي في عالمنا العربي ويبدو أن مقولة الدكتور مصطفي الفقي حول ضرورة رضاء وموافقة أمريكا وإسرائيل علي رئيس مصر القادم لم تكن زلة لسان بل هي قراءة سياسية واقعية لحقيقة الأمور وقد عمل بها الإخوان وأرسلوا وفداً إلي الولايات المتحدة قابل مسئولين أمريكيين.. سياسيين ومخابراتيين وأجري لقاءات مع وسائل الإعلام المختلفة أغلبها علي ما أعتقد مدفوعة الأجر ولم يبلغنا أحد من الذي تحمل التكاليف وإذا كان الصحفيون المصريون هم “سحرة فرعون” فإن الأمريكيين فيما يبدو هم “الكهنة” الذين يجب تقديم فروض الولاء والطاعة لهم. الصحف الأمريكية الكبيرة مثل “الواشنطن بوست” و”النيويورك تايمز” تهتمان اهتماماً خاصاً منذ صعود التيار الاسلامي مع موجات الربيع العربي وتفرد الصفحات لأحاديث رموز من الإخوان إلا أن سحرة فرعون المصريين يتجاهلون نشر مثل هذه الأخبار لأسباب لا أحد يعرفها والتي يتم تنقالها في جميع مواقع النت يضم وفد الحرية والعدالة الدكتور عبدالموجود الدرديري عضو مجلس الشعب عن الأقصر وحسين القزاز رجل الأعمال ومستشار الحزب وسندس عاصم وخالد القزاز وجميعهم أعضاء في لجنة العلاقات الخارجية بالحزب هذه الزيارة مهد لها نيكولاس كريستوف الصحفي بجريدة “النيويورك تايمز” مع سندس عاصم الطالبة بالجامعة الأمريكية وكبيرة المحررين في “إخوان ويب” التي دعته لمنزلها وتناول الغداء معها ونشر اللقاء الذي حاولت سندس من خلاله ان تمد جسور العلاقات وطمأنة واشنطن مؤكدة لها أن مصر لن تكون مثل السعودية وإيران أو أفغانستان وأن نساء الإخوان ضد الختان ومع مكافحة الجهل والأمية وعندما سألها نيكولاس عن موقف الإخوان من فرض الحجاب ومنع المشروبات الكحولية وموقف الإخوان من إسرائيل واتفاقيات السلام أبلغته سندس عاصم بكل حزم وتأكيد أن الإخوان لن يغيروا شيئاً في تلك المجالات وأن أولوية الحكومة المقبلة ستكون حل المشاكل الاقتصادية فقط “ويبدو أن الإعلام بالفعل هو السحر القادر علي إقناع الأمريكيين بدعم الإخوان”.

About this publication