Who Staged the Events for the Iraq Invasion?

<--

مَنْ صَنعَ الحدث لغزو العراق..؟

عبد الهادي البابي

الاثنين، 16 نيسان، 2012 الساعة 00:00

إذا ما عدنا إلى المبررات التي قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لأسقاط نظام صدام حسين نجد بأنها كانت مبررات معروفة تتعلق بجملة من القضايا أهمها: عدم تطبيق قرارات الأمم المتحدة ، أمتلاك أسلحة الدمار الشامل ، علاقات النظام مع تنظيم القاعدة ، ونشر الأفكار الديمقراطية في الشرق الأوسط وفق المفهوم الأمريكي ..وإذا ماتحدثنا عن هذه المبررات الأمريكية ، فإلى أي حد كانت واشنطن ناجحة في أقناع الآخرين بتلك المبررات .؟

في إطار مايتعلق بالتبرير الأمريكي لغزو العراق ، فان الكل يعلم بأن الأدارة الأمريكية كانت بين خيارين – خصوصاً في فترة رئاسة بيل كلنتون التي أستمرت ثمان سنوات – حيث كان القرار يتراوح بين إزاحة الحاكم أم الحكومة ، وهذا التردد الأمريكي كلف الشعب العراقي الكثير من المآسي بسبب الحصار الذي تعرض له العراق بعد حرب الكويت عام 1991، ولأن الديمقراطيين معروفون بعدم توجههم للحرب مباشرة عكس الجمهوريين الذين هم من يشعل الحرب دائماً ، فبقي ملف أسقاط النظام في العراق منسياً ، وعندما جائت أحداث 11أيلول فأن ذلك الحدث فتح الملف العراقي من جديد – وبشكل مباشر – بعد أن كان مركوناً لفترة ثمان سنوات كاملة ..!!

وهكذا فأن أحداث سبتمبر حركت في أذهان الجمهوريين فكرة أحتلال العراق والسيطرة على المنطقة قبل أن تتحول إلى بؤرة كبيرة للقاعدة التي سببت هجماتها عام 2000الكثير من الأهانة والأحراج للأدارة الأمريكية ..

أما المبررات الأخرى للغزو فهذه أستخدمت لغرض أستصحاب القرارات الدولية التي بواسطتها يمكن للولايات المتحدة أستقطاب الدول الغربية وحشدها لعملية أحتلال العراق ، وهذه القرارات نفسها التي قامت الولايات المتحدة على ضوئها بعملية تحرير الكويت عام 1990ولكن في المرة الثانية أضافت الولايات المتحدة الأمريكية مبررات جديدة منها أرتباط نظام صدام حسين بالقاعدة ، وأنتاجه الأسلحة الجرثومية ، والمبررالآخر المهم هو أسقاط النظام الدكتاتوري في العراق وبناء الديمقراطية فيه !!

فهل ياترى كانت تلك المبررات كافية لقيام الولايات المتحدة بغزو العراق عام 2003، وهل كانت تلك المبررات مقنعة للدول العربية .. وهل كانت كافية أو غير كافية ؟؟ ولكنها في كل الأحوال كانت تلك مبررات تخص الجانب الأمريكي وحده ، حيث أن هناك اليوم في أمريكا لغط كبير وكبير جداً حول صدقية هذه المبررات التي أعلنتها الأدارة الامريكية أمام الرأي العام الأمريكي .!

لقد كانت تلك المبررات في الواقع مجموعة من الحجج ، ولم تكن الأدارة الأمريكية مقتنعة بكل ماقيل من مبررات ، لاموضوع أسلحة الدمار الشامل ، ولاموضوع الشعب العراقي أو موضوع الحريات أو الديمقراطية ..فكلها كانت مصالح أمريكية بحتة ، فالأمريكان أنفسهم هم الذين صنعوا الحدث ..وليس التحالف الدولي أو القرارات الدولية ، ونقول رغم ذلك فإن هناك من أستفاد من هذا الحدث ، فالمعارضة العراقية وبعض الجهات العراقية أستفادوا من الحدث ، وكذلك بعض دول الجوار الأقليمي أستفادة من الحدث ، ولكن الذي صنع الحدث هو الجانب الأمريكي ، وأن الأحوال التي مر بها الشعب العراقي قبل 9نيسان 2003 من حروب متلاحقة وحصار مّر ونظام دكتاتوري قمعي هذه كلها عوامل جعلت الشعب العراقي يتقبل التغيير بأي صورة كانت ، وبيد كائن من يكون !! وهذه العوامل ساهمت في أنجاح الحملة الأمريكية على العراق وأسقاط النظام فيه يوم 9نيسان عام 2003، ورغم ماعناه الشعب العراقي من ضراوة الأحتلال وتدمير البنية التحتية للبلاد ودخول المنظمات الأرهابية المتطرفة بعد أن فتحت لها الحدود بشكل كامل ، وتصفية حساباتاها مع الأمريكان على الأرض العراقية مما سبب إزهاق مئات الآلاف من الأرواح البريئة ، نقول رغم كل ذلك إلا أن الشعب العراقي وجد فسحة من الحرية في عدة مجالات أهمها الصحافة الحرة والبث الفضائي والستلايت والأنترنيت والموبايل وحرية والسفر وغيرها من المكتسبات التي تذوق حلاوتها الشعب العراقي رغم مرارة الأحتلال وغصته التي لاتُنسى أبداً ..!!

About this publication