America and the Middle East Project

<--

تسود الفوضى السياسية منطقة الشرق الأوسط في ظل احتراب أنظمة المنطقة الغير مسبوق سياسيا واقتصاديا وعسكريا ،ويبدو أن سمة الاحتراب هي الصراع الطائفي العرقي الذي تحاول إدارة اوباما والكيان الصهيوني، تأجيجه بعد الاحتلال الأمريكي للعراق هي السمة التي تعول عليها هذه الأطراف بمساعدة اذرعها ومخابراتها في المنطقة ،وفي مقدمتها إيران التي استعملتها وصورتها عدوة لأمريكا وإسرائيل ،وهي الحليف الاستراتيجي لها في المنطقة ( باطنية )، وجميع الدلائل والمؤشرات على الأرض تشير إلى الحلف الأمريكي الصهيوني الإيراني لزعزعة امن واستقرار المنطقة ،وتنفيذ أجندة كل واحد منه حسب أهدافه ومصالحه ومخططاته ( ما يحدث في العراق والبحرين وسوريا وليبيا وحتى مصر مثالا واقعيا ) ،ولتوضيح الصورة هناك مشهد سياسي متفجر في العراق ،يلعب فيه لاعبان أساسيان هما إدارة أمريكا – وحكام طهران، ويظهر فيه المشهد الطائفي القومي واضحا تماما ( الصراع بين الكتل العراقية ودولة القانون والكردستاني ودولة القانون ) ،في وقت تمسك طهران دفة هذا الصراع بقوة ، من خلال دعمها لحكومة المالكي وتواجد فيلق القدس الإيراني واذرعها الأخرى عصائب أهل الحق وفيلق بدر وحركة حزب الله العراقي وغيرها و، إضافة إلى سيطرة كاملة للمالكي وحزبه على السلطة من خلال استحواذه على المناصب السيادية والأمنية ( وزارة الدفاع والداخلية والأمن الوطني وأجهزة الأمن والاستخبارات ودوائر المفتشين العاميين في الوزارات ) . أما في سوريا فالسيناريو بدأت ملامحه تتفتح أكثر فأكثر ،من خلال تصوير ثورة الشعب السوري على إنها ثورة السنة على العلويين – الشيعة ،خاصة بعد افتضاح حكام طهران إرسالهم الحرس الثوري وميليشيات تأتمر بإمرة ولي الفقيه والحرس الثوري مئات الشاحنات ،التي ضبطت على الحدود السورية العراقية معبر التنف،محملة بالميليشيات العراقية إضافة إلى فتح معسكرات للحرس الثوري في دير الزور في سوريا .ناهيك عن اسر الجيش السوري الحر لعناصر الحرس الثوري الإيراني وعناصر من حزب الله اللبناني وعناصر الميليشيات العراقية ،وهكذا تبدو القضية السورية بدعم أمريكي صهيوني باتجاه الحرب الأهلية الطائفية داخل سوريا ،وهذا ينطبق أيضا على ما يحدث في مصر، بتأجيج صراعا إسلاميا -قبطيا ،كما حدث في الماسبيرو مثلا ،وكذلك ما يحدث في البحرين أيضا واليمن وليبيا.. إذن ولكي لا نذهب بعيدا عن الصراع الطائفي الذي فرضته إدارة بوش وبعده اوباما في منطقة الشرق الأوسط لإشعال المنطقة بحرب طائفية أهلية وصولا إلى تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفية وعرقية وقومية،وإقامة الشرق الأوسط الكبير على أنقاض هذه الدول ،لذلك لابد أن نعرف ونعي مدى خطورة هذا المشروع الأمريكي الصهيوني على منطقة الشرق الأوسط برمتها، وان تنتبه دول الخليج وإيران وتركيا لهذا المشروع لأنها هي أول من ستصله نيران هذا المشروع ،وقد وصلت إلى البعض منها ( الكويت والبحرين ) .هكذا يسير مشروع الشرق الأوسط على أسس تأجيج البعد الطائفي القومي العرقي ليحقق أهدافه وأجندته في التقسيم والهيمنة على ثروات المنطقة ،وفي مقدمتها النفط وامن إسرائيل، وما نراه هو الجزء الغاطس من الفوضى والصراعات السياسية والحرب الأهلية الغير معلنة ،في أكثر من دولة من دول المنطقة ،ولكن بالتأكيد إدارة اوباما وربيبتها الصهيونية تسير بخطى واثقة نحو تحقيق هذا الهدف، ومصرة على إحداث صراعات طائفية وعرقية ،للوصول إلى غاياتها الشريرة ،وفي المقابل يبدو أن الحكومات التي نصبتها إدارة اوباما وسلفه المجرم بوش لا تعير اهتماما لما أحدثه الغزو الأمريكي للعراق وليبيا وسوريا ومصر والبحرين من خراب ودمار وقتل الملايين من شعوبها ، وإزاء هذا فلا بد من يقظة الشعوب بربيع عربي حقيقي غير كاذب، يزيح آثام وآثار الغزو الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط ويفشل خططه الجهنمية كما أفشلها شعب العراق العظيم واسقط مشروعه العسكري في العراق …..

About this publication