America Risking Its Own Position

<--

لم يكفِ الولايات المتحدة الأميركية مقتل أكثر من ستة آلاف جندي من قواتها الغازية في العراق وأفغانستان، ولم يكفِها خسارة مالية هي الأكبر في تاريخ الموازنات

والتي تجاوزت عدة تريليونات من الدولارات، ولم يكفِها قتل مليون مواطن عراقي وعشرات آلاف الأفغان وإشاعة الفوضى الخلاقة في طول العالم وعرضه، بل ذهبت إلى بناء مشروع مدمر على حدود أوروبا الشرقية «الدرع الصاروخية» غير آبهة بسباق تسلح جديد في العالم يقود إلى دروع تحصد الأخضر واليابس وتستنزف ثروات الدول والشعوب.‏

ورغم إصرار روسيا مؤخراً على صياغة ضمانات ملزمة قانونياً لأميركا والناتو حول الدرع الصاروخية وصياغة وثائق ملزمة أيضاً حول تصريحات الغرب بشأن وحدة الأمن «الأورو أطلسي» فإن خبث النيات الأميركية باتت مكشوفة للكرملين ومفادها أن واشنطن والناتو يريدان محاصرة روسيا بالدرع وتطويقها من كل جانب واستهداف استقرارها الاستراتيجي.‏

كما لم يعد خافياً أيضاً الاستقتال الأميركي من أجل تأمين معابر الطاقة من أواسط آسيا وشرقها إلى القارة الأوروبية مروراً بجورجيا وأذربيجان وإشعال الأزمات في طول المنطقة وعرضها وخصوصاً في قزوين والقوقاز لتبقى تحت مقصلة التدخل الأميركي وبالتالي انشاء خطوط الغاز ودعم أطراف على حساب أطراف لتحقيق هذه الغايات الاستراتيجية.‏

ومن هنا فإن النتيجة الوحيدة التي يمكن الوصول إليها هي أن أميركا مستمرة بمشاريعها الاستعمارية على حساب الأمم والشعوب وأن الفوضى الهدامة التي يشهدها العالم اليوم تؤشر إلى هذه السياسة العدائية، وأن الحل الوحيد لكبحها هو إعادة التوازن الدولي عبر أقطاب جدد يعيدون اللوحة إلى سابق عهدها.‏

About this publication