The US-Iranian Alliance

<--

عبد الجبار الجبوري

الثلاثاء، 24 نيسان، 2012 الساعة 00:00

أثبتت وقائع الاحتلال الأمريكي للعراق،ثمة تحالفات إستراتيجية بعيدة المدى بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، كانت أولى مؤشراتها تصريحات إيرانية لمسئولين كبار في الدولة تؤكد مشاركة إيران الفعلية في احتلال العراق ،وتقديم الدعم العسكري واللوجستي للقوات الأمريكية الغازية ساعة دخولها ارض العراق، وأحيلكم إلى تصريحات ابطحي مدير مكتب الرئيس الإيراني وهاشمي رفسنجاني رئيس تشخيص مصلحة النظام آنذاك حيث قال بالحرف الواحد في خطبة جمعة طهران(لولا إيران لما استطاعت أمريكا احتلال العراق وإسقاط نظام صدام حسين)،والمعروف أن إيران سلحت ودربت ومولت أحزابا في السلطة الحالية،كانت قد تأسست هناك على أيدي الحرس الثوري والمخابرات الإيرانية وعملت طوال ثلاثين عاما كمعارضة للنظام في العراق وشاركت في الحرب الإيرانية العراقية مع الجيش الإيراني،ثم أدخلت هذه الميليشيات المسلحة وهم بالألوف إلى العراق ساعة إعلان المجرم بوش الحرب على العراق وغزوه المشئوم،ولم تكتف إيران بإدخال الميليشيات المسلحة الطائفية بإيعاز من إدارة بوش وموافقته،بل أرسلت فيلق القدس الإيراني وعناصر الحرس الثوري وعناصر اطلاعات بقيادة قاسم سليماني وإشرافه،لتشارك القوات الأمريكية في إكمال صفحات الاحتلال،وقتل وتهجير واغتيال واعتقال الملايين من أبناء العراق الشرفاء،ومازال فيلق القدس الإيراني وعناصر من الحرس الثوري والميليشيات الخاضعة لإيران تصول وتجول في محافظات العراق وتنفذ أعمالا إجرامية انتقامية مثل قتل القادة العسكريين الكبار والعلماء ورموز البلاد من رؤساء عشائر ورجال دين يعارضون الاحتلال الأمريكي والتواجد الإيراني في العراق،وتحت يافطات جمعيات خيرية إنسانية ومنظمات مجتمع مدني ومحلات عقار وغيرها ،وهكذا اوجد له مقرات دائمة وهمية تديرها اطلاعات الإيرانية من خلف الستار،كل هذا جرى ويجري الآن بالتنسيق مع إدارتي بوش اوباما والمخابرات الأمريكية والحكومات العراقية المتعاقبة منذ أيام الاحتلال الأولى،هذا التحالف الأمريكي –الإيراني اخذ أبعادا إقليمية ودولية،ففي ظاهر الأمر هناك حرب إعلامية طاحنة وتهديدات صارمة وعقوبات دولية اقتصادية وعسكرية قاسية تقودها إدارة اوباما ضد طهران في مجلس الأمن،بسبب برنامجها النووي العسكري،والتي يصر حكام طهران على انجازه رغم العقوبات الدولية والتهديدات الأمريكية والصهيونية اليومية لطهران،والذي يسمع بها يقول أن إسرائيل ستضرب طهران غدا أو بعد ساعات ،أمس فقط كان هناك تصريح ناري لليبرمان وزير خارجية الكيان الصهيوني يؤكد فيه قرب تنفيذ ضربة ماحقة لمفاعلات إيران النووية، وهذا كله يجري أمام الرأي العام العالمي،ولكن باطن الأمور غير ذلك تماما،بل على العكس منه بالأكيد،وما يؤكد كلامنا هذا أن أمريكا تريد أن تخدع العالم عموما والدول العربية خصوصا وابتزازها إلى ابعد مدى ممكن، بعدائها لإيران الظاهري وتحالفها معها في الباطن،وان إيران هي من دول محور الشر ولديها مشروع نووي عسكري يهدد امن العالم كله،لكن تواطؤ إدارتي بوش وخلفه اوباما، وسكوتهما على تدخلات إيران ونفوذها العسكري والميليشياوي والسياسي في العراق والبحرين وسورية واليمن ولبنان والكويت وبشكل شبه علني ، يؤكد هذا التحالف المشبوه ،وهناك تصريحات أمريكية تؤكد هذا التدخل وتشكو منه ،بل وتحذر من مليء الفراغ في العراق من قبل إيران،وهذا تشويه وتمويه للحقائق على الأرض، أما التدخل الإيراني في هذه الدول فهو على شكل إرسال صواريخ وعبوات وكواتم صوت وأسلحة خفيفة وأموال طائلة لدعم اذرعها هناك،كل هذا يجعل من أوجه التالف شكلا عدائيا لكيان الأمة العربية ومستقبلها ،بل يهددها بالتقسيم والتفتيت وإضعاف حكوماتها وتغيير أنظمتها على أسس طائفية وقومية واثنيه وتحويلها إلى كانتونات،تمهيدا للسيطرة علة النفط وتامين امن الكيان الصهيوني، والطريقة جاهزة لهذا عن طريق إذكاء العنف الطائفي بين مكونات هذه الشعوب وهو ما جرى ويجري في كل من العراق وسورية والبحرين وليبيا واليمن،والذي تغذيه إيران بكل قوتها عن طريق خلاياها النائمة هناك وميليشياتها المسلحة، وتحديدا في أنظمة الخليج العربي لزعزعة أمنها واستقرارها وتفتيت نسيجها الاجتماعي. ويبدو لي أن دول المنطقة وبالذات المملكة العربية السعودية وتركيا قد فهمت اللعبة جيدا وأدركت خطورة هذا التحالف الشرير على مستقبل المنطقة برمتها ،فسارعت إلى عقد لقاءات ومؤتمرات هدفها تفكيك وإجهاض هذا التحالف من خلال إقامة تحالفات إقليمية لمواجهته ،وسمته أطرافا أمريكية وإيرانية بالتحالف السني ضد الشيعة،لإسباغ سمة الطائفية وتأليب الآخرين على هذا التوجه ،بل إن إدارة اوباما تدعم مثل هكذا تحالف بالعلن والخفاء ،لإدراكها بأنه الوحيد الذي يمكن من خلاله إشعال الحرب الطائفة الأهلية في المنطقة وتكون أمريكا الرابح الأكبر فيه. وقد أظهرت اجتماعات مجلس التعاون الخليجي حرصا على هذا التوجه نكاية بإيران ،وما لقاءات رجب طيب اردوغان رئيس وزراء تركيا مع أطراف عراقية تعارض تدخلات إيران في الشؤون العراقية وزيارة اردوغان إلى السعودية وتبنيه مواجهة التحالف الأمريكي –الإيراني إلا مؤشر جدي لإفشال هذا المخطط الجهنمي ،وهذا ما يؤكد وقفة اردوغان مع الشعب السوري ضد النظام المتحالف مع إيران وحزب الله، واحتضانه مؤتمرات المعارضة السورية ومؤتمرات الحركات والتيارات والشخصيات العراقية المناهضة للنفوذ الإيراني في العراق وتوجهات حكومة المالكي الخاضعة لهذا النفوذ ولولاية الفقيه الإيراني.إذن التحالف الأمريكي-الإيراني أصبح حقيقة واضحة للعيان واقعا مفروضا على دول المنطقة ،فضحته الوقائع المخابراتية والعسكرية واللوجستية على الأرض،ومثال على ذلك سكوت إدارة اوباما عن ما يجري في العراق من تدخل إيراني ونفوذ عسكري وسياسي واضح ينتج عنه اعتقالات وتفجيرات واغتيالات تقوم بها ميليشيات إيرانية التسليح والتمويل مثل عصائب أهل الحق وحركة حزب الله العراق والوعد الصادق وفيلق القدس الإيراني وغيرهم،ناهيك عن حجم النفوذ السياسي القوي على الحكومة العراقية،وهذا لم يعد خافيا على احد بل يتحدث حتى أعضاء من التحالف الوطني نفسه قبل غيره، وللمفارقة نسال بخبث لماذا تدعم إيران معارضة البحرين واليمن والميليشيات العراقية وتحارب المعارضة السورية والشعب السوري المنتفض ضد نظامه، في وقت تدعم إدارة اوباما الشعب السوري هناك وتعارض معارضة البحرين وتدعم المملكة أليست هذه كلمات متقاطعة ونكتة سوداء في السياسة الأمريكية،وازدواجية مفضوحة في المعايير الدولية وتبادل المواقف بين أمريكا وإيران.ماذا يسمي العالم هذه الازدواجية، أليست هي نوع من النفاق السياسي الأجوف يخفي تحته تحالفا وتبادلا للأدوار في المنطقة… والهدف دائما هو استهداف الأمة العربية والمنطقة وصولا إلى تفتيتها وتقسيمها وتفكيكها إلى دويلات للطوائف ،ونهب ثرواتها الاقتصادية والنفطية…إذن التحالف الأمريكي –الإيراني هو في حقيقته هو للهيمنة المطلقة على منطقة الشرق الأوسط وإقامة المشروع الأمريكي العتيد مشروع الشرق الأوسط الكبير…فليتعظ العرب؟؟؟؟

About this publication