Between Bush and Obama

Edited by Adam Talkington

<--

مابين بوش واوباما ؟

احمد صبري

مثلما اعلن الرئيس الامريكي بوش الابن من على حاملة الطائرات ابراهام لنكولن مطلع مايس 2003 انتهاء العمليت العسكرية في العراق وتحقيق النصر اعلن هو الاخر الرئيس الامريكي باراك اوباما قبل ايام عن بداية النهاية للحرب في افغانستان ومتعهدا باكمال المهمة الامريكية بافغانستان

ومابين الاعلانيين نحو عقد من الزمن تغيرت وجوه وتبدلت استراتيجيات وتحالفات غير ان الحقيقة رغم هذه المتغيرات بقيت واضحة للعيان وتشير الى ان حرب العراق كانت خاسرة وعمل خارج سياقات الشرعية الدولية وبالضد من ارادة العراقيين

وكلفت هذه ادارة بوش سمعتها وزيف ادعاءاتها بغزو العراق وكذبة اعلامه بتحقيق النصر في العراق

فلم يمض يوم على الاحتلال الامريكي للعراق حتى بدات مقاومته فقتل اول جندي امريكي يوم العاشر من نيسان 2003 كمؤشر على رفض العراقيين لهذا الاحتلال في اسرع رد من شعب رفض مبررات الاحتلال على مدى السنوات التي اعقبته حتى ارغمه على انسحاب مهين كدليل على هزيمته في حرب كان قائدها اعلن تحقيق النصرفيها في الاول من ايار /مايس 2003

ورغم اختلاف الرؤى والمبررات لحرب العراق وافغانستان الا ان اهدافهما متقاربة من حيث شهية صناع القرار الامريكي في بسط السيطرة والتدخل العسكري والمجازفة في مغامرات غير محسوبة كلفت الولايات المتحدة وشعبي العراق وافغانستان الكثير وادخلت العالم في دوامة العنف والعنف المضاد اضافة الى هدر الثروات وقبل ذلك الفتك بارواح مئات الالاف من البشر

ان حرب افغانستان الذي وعد اوباما شعبه باكمال المهمة فيها وانهاء الحرب هي الاخرى كانت خاسرة وورطة للامريكان

فبعد اكثر من عقد من الزمن اضطرت الادارة الامريكية الى محاورة طالبان التي اسقطت نظامها عام 2001 ومراجعة خططها بتقديم التنازلات لهذا الطرف او ذاك للهروب من افغانستان من فرط الخسائر التي منيت بها قواتها واخفاق القائمين على الحكم في افغانستان في تلبية حاجات شعبهم في الامن والاستقرار ووقف مسلسل دوامة العنف

ان الحديث عن الانتصار في حرب العراق واكمال المهمة في افغانستان يعكس المأزق الامريكي في التعاطي مع تداعيات هذين الحربين من حيث الدوافع والنتائج

فالدوافع والمبررات التي سوقتها ادارة بوش لغزو العراق انكشفت بلسان بعض اركان ادارة بوش الابن فتحولت من نصر بنظر بوش الى هزيمة للمشروع الامريكي بالعراق

في حين ان مبررات حرب افغانستان كانت هي الاخرى لنصرة شعبها وتخليصه من نظام ظلامي متخلف تحول الى حاضنة وبؤرة للارهاب سرعان ماتغيرت قواعد اللعبة في هذا البلد عندما اضطرت الادارة الامريكية الجديدة التخلص من تركة مغامرات بوش الابن الى فتح الحوار مع رموز النظام الذي اسقطته عام 2001

وبعد اكثر من عقد من الزمن على حربي افغانستان والعراق فان العالم لم يصبح اكثر امنا كما روجوا لذلك في معرض تبريرهم للحربين فيما دخل البلدان في دوامة المجهول ولم يقدم المحتل الامريكي للشعبين الافغاني والعراقي الامن والاستقرار المنشودين

فاصبح تصدير النموذج الامريكي في الديمقراطية وقواعد الحرية ومعايير حقوق الانسان الى شعبي البلدين عبر حراب الاحتلال فتحولت هذه الشعارات الى مجرد وهم اكده فشل المشروع الامريكي وهزيمته في العراق وافغانستان

About this publication