Reading into an Event…In Order to Entangle the US

<--

قراءة في حدث .. لتوريط أميركا

آراء

الخميس 7-6-2012

د. اسكندر لوقا

ثمة الكثير من الأمثلة على دور هذا السناتور أو ذاك سواء كان في مجلس النواب أم في مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة الأميركية على دفع الرئي الأميركي باتجاه معين.

كما أن ثمة أمثلة تعارض الاستجابة عشوائياً للقيام بأي دور يوحى به إليه من جانب هذا السناتور أو ذاك.‏

من الأمثلة في هذا الاتجاه الثاني ما حمل السناتور الأميركي في مجلس الشيوخ «ديك كلارك» على تحذير الرئيس الأميركي (جيمي كارتر) من توريط الولايات المتحدة الأميركية في حرب فيتنامية جديدة، وذلك عن طريق تدخله المباشر في شؤون افريقيا وتقديمه للدعم العسكري للحركات المنشقة التي تحتفظ بقواعدها في كل من زائير وجنوب افريقيا.‏

بطبيعة الحال حين يعود أحدنا إلى أوراق شهر أيار عام 1978 ويحاول أن يسقط حدثاً كهذا على واقع الحال في منطقتنا العربية وخصوصاً في زمن ما يعرف بالربيع العربي على سبيل المثال لابد أن يتساءل عن مدى وقوع الرئيس الأميركي الحالي (باراك أوباما) في منزلق أحداث الشرق الأوسط، وعلى نحو خاص فيما يتعلق بأحداث سورية، من حيث تشجيعه عمليات الاعتداء على أمن الوطن والمواطن على حد سواء، وبالتالي دفع عجلة تردي الوضع الأمني فيها إلى منزلق الخطر الذي تنذر تبعاته مستقبلاً لا في سورية فقط بل حتى بلدان مجاورة لها وصولاً إلى بلدان منطقة الخليج.‏

إن الرئيس باراك أوباما من الطبيعي أن يستمع إلى مستشاريه كأي رئيس آخر في العالم، ومن الطبيعي أيضاً أن يكون بين هؤلاء من يرمي إلى توريطه في عمليات لا طائل منها ولا مصلحة لبلاده في حمل أعبائها على المدى الأبعد من الوقت الراهن بشكل أو بآخر، ومن هنا يستطيع الرئيس أوباما أن يبرهن على مدى وعيه إلى أين يمكن أن يقود بلده، آخذاً بعين الاعتبار نصح مستشاريه ويقين البعض منهم أن ما يشاهد على الفضائيات هو عين الحقيقة لا التقارير الموضوعية التي تتقاطع وتوضح حقيقة ما يجري على الأرض فعلاً.‏

واقع الحال في أيامنا هذه لا ينأى كثيراً عن زمن الرئيس جيمي كارتر الذي كاد يورط بلاده ذات يوم في حرب فيتنامية جديدة على ما جاء في تصريح السناتور ديك كلارك في العام 1978 ومن هنا توجس العالم من طريقة تعامل الرئيس أوباما مع المشكلة القائمة في سورية والبلدان المجاورة لها وأيضاً من حيث مدى تفهمه لتبعات الاجراءات التي يتخذها أو قد يوحي بها من باب اثبات الوجود الأميركي المباشر أو غير المباشر في أي مكان من العالم يختاره لإعادة الاعتبار إلى بلده، وخصوصاً في مرحلة غياب معادلة القطب الواحد وتواجد القوتين العظيمتين حالياً على الساحة السياسية العالمية ودورهما في صياغة مستقبل العالم.‏

ترى هل نقرأ خلال الأيام القليلة القادمة تصريحاً عاقلاً على شاكلة تصريح السناتور ديك كلارك تجنباً لحرب قد تقع على سطح الأرض وتكون أشرس من حرب فيتنام الشهيرة؟ نأمل.‏

iskandarlouka@yahoo.com

About this publication