Edited by Tom Proctor
«المعلّمة» كلينتون.. و«إمارة» ماكين..!!
الافتتاحيـــة
الأحد 8-7-2012
بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم
فيما كانت وزيرة الخارجية الأميركية مشغولة بتوزيع الأدوار على الكومبارس السياسي لدول المنطقة و بين زعماء التزلف من دول الغرب، كان السيناتور جون ماكين يتكفّل بتحديد مهام الإرهابيين، ودورهم القادم وطريقة التعاطي على الأرض، وصولاً إلى خارطة زمنية ومكانية لأمر العمليات الأميركي.
ورغم أن حالة الإصغاء لـ «المعلمة» الأميركية التي تغطي فشلها الدبلوماسي بالكذب الإعلامي، كانت على أشدّها في القاعات الباريسية وغيرها، فإن الإنصات لماكين تجاوزها ومارس باستمتاع دور «الأمير» لمجموعة إرهابية حين عوّض فشله في الوصول إلى الرئاسة الأميركية بحلم «الإمارة»، فجال على المناطق متخيلاً أن تتحوّل إلى ولايات بالتبعية السياسية وأن يمارس سلطة المندوب المفوض في سَنّ وتشريع الأوامر التي تناسب المقاس الأميركي في إدارة غرف العمليات المطلوبة.
وفي حين كانت كلينتون تكتفي بالعناوين، بادر ماكين إلى الدخول في التفاصيل الصغيرة، ولم يغب عن باله حتى الجزئيات المتعلقة بالفتاوى السياسية الجديدة التي جاءت مطابقة للعرف الأميركي المعاصر، وبما يتناسب مع الاجتهادات الفقهية والفتاوى التي تحتاجها تلك الإدارة في تواصلها مع الإرهابيين ورعاتهم ومموليهم.
بهذه العلنية الفظة تمارس الولايات المتحدة الأميركية أدوارها في الانخراط المباشر في التواصل مع الإرهابيين على القاعدة ذاتها التي حرّكت من خلالها الإدارات الأميركية المتعاقبة أسراب الإرهاب في مناطق مختلفة من العالم.
في القاعات الباريسية الفخمة كان التلاميذ الجدد للمعلمة الأميركية يتفوّقون أحياناً، وبعضهم على الأقل تجرأ على ما رأت فيه المعلمة حماساً غير محسوب.. ونأت بنفسها عن تبنّي تلك الأفكار، لكن ذلك لم يردع التلميذ القطري من الذهاب بعيداً في طروحاته ليؤكد هذا التفوّق مطالباً بعمل من خارج مجلس الأمن!!
قد لا يكون ذلك خارج الحسابات الأميركية، ولا بعيداً عن تمنياتها.. لكن ما تعرفه المعلمة في فنون السياسة، وما يتوافر لها في دليل الدبلوماسية يجعل ذلك الطرح مؤجلاً.
أما في الهضاب والتلال اللبنانية فإن التلاميذ النجباء في الإرهاب كانوا عند حسن ظن معلمهم الذي لم يغادر حتى كانت تعاويذه تترجم إلى سابقة يدرك هو وغيره من التابعين في المنطقة أنها تفتح الباب على الكارثة الكبرى التي لا نعتقد أن بوسع «الأمير» الجديد أن يتحمّل تبعاتها، وما تجرّه من مخاطر..
بين التفوق على المعلمة والطاعة الكاملة «للأمير» ثمة قاعدة سياسية تنفذ من ورائها مشاهد لا تكتفي بما شهدته المنطقة، بل تضيف إليها مؤشرات جحيم جديد.. تبدو فيه شطحات حمد القطري محدودة إذا ما قيست بأوهام ماكين.
قد تكون هذه البداية.. أما باقي الخطوات فثمة من يتكفل بها في أدوار الكومبارس المزدهرة هذه الأيام والتي لم تعد حكراً على الجوقة المعتادة، بل ثمة لاعبون جدد أضيفوا إلى اللائحة .. والذين دخلوا بازار السياسة من دوار العقوبات التي تدفع للاستهجان، فاليابان جمّدت أرصدة غير موجودة، ومنعت رحلات طيران بالأساس لم تدرج يوماً ولن تدرج، فقط كي تكون منسجمة مع خطوات من سبقها إلى التزلف للمعلمة الأميركية!!
على هذه القاعدة يبدو السلوك الأميركي أمام حالة من القفز في المجهول، حين تكون وزيرة الخارجية الأميركية المعلمة الأولى للكذب في السياسة، وحين يصبح السيناتور ماكين «أميراً» للإرهابيين.
لكن ما عجزت عنه المعلمة لن يعوّضه تلامذتها حتى لو استطالوا أو تورّمت وتضخّمت أدوارهم.. وما فشل به ماكين وأمراؤه السابقون منهم واللاحقون لن يقدّمه حفنة الإرهابيين الجدد سواء موّلهم من استطالت مشيخاتهم أو احتضنهم وسهل مرورهم من استفاقت أحلامهم العثمانية، أو رعاهم سياسياً وإعلامياً من برزت إلى العلن أطماعهم الاستعمارية البائدة..
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.