Palestine and Israel in the US Elections

<--

فلسطين وإيران في الانتخابات الأمريكية

لميس اندوني

يحتد التنافس في المعركة الإعلامية، بين المرشح عن الحزب الجمهوري لسباق الرئاسة الأمريكية ميت رومني ، وبين الرئيس باراك اوباما على التقرب من إسرائيل ومحاباتها ، كالعادة، في ظل ظهور تصاعد التطرف اليميني بين ساسة الجمهوريين، وخوف الحزب الديمقراطي من خسارة أصوات اليهود الأمريكيين وأنصارهم.

اللوبي الصهيوني موزع بين الحزبين، ويستغل تطرف الساسة الجمهوريين، لانتزاع مواقف أكثر تأييداً لإسرائيل من قبل الرئيس أوباما، والذي بالرغم من وقوفه مع السياسات الإسرائيلية يواجه معارضة من بعض أطراف الصهيوني الأمريكي، التي “لم تغفر له” مطالبته لإسرائيل بتجميد بناء المستعمرات اليهودية كشرط لإنجاح المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية.

اوباما تراجع وبسرعة عن دعوته، بعد أن ضج معارضوه ومؤيدوه من الصهاينة على ما سمي في حينها ” بالخطأ الكبير”، ومن ثم تولى دينس روس، الذي لعب دوراً رئيسياً في حملة اوباما الانتخابية، قيادة ما بدا على أنه عملية “إعادة تأهيل لاوباما” ، من خلال هندسة وترويج التغيير في موقف الرئيس الأمريكي وإسقاطه كلياً من سياسة البيت الأبيض.

لكن مرشحي الحزب الجمهوري، يحاولون حلب ما يطلقون عليه الموقف المتخاذل لاوباما من الحليف الإسرائيلي، وما يرونه “ترددا” من جانب الإدارة في شن حرب على إيران، بالرغم من معرفتهم التامة بمدى انحياز اوباما إلى إسرائيل، وبأن واشنطن لا تستطيع بدء هجوم عسكري على إيران، خلال سنة الانتخابات الرئاسية.

عدا عن أن المؤسسة العسكرية، أوضحت في تقرير، أشرت له في مقال سابق، أنه من الصعب لوجستياً انغماس الجيش الأمريكي، بشكل كام في عملية كبيرة أخرى، غير القائمة في أفغانستان، خاصة أنه الرد على احتمال إغلاق إيران لمضيق هرمز، مسألة في غاية التعقيد.

طبعاً أمريكا تستعمل وسائل شتى للتضييق على إيران، ومن الواضح أن هناك تصعيدا جديدا في الحملة الإسرائيلية الداعية إلى ضربة عسكرية ضد طهران خاصة بعد انهيار التحالف الحكومي الإسرائيلي القصير الأمد مع حزب كاديما.

فبعض التحليلات الإسرائيلية والأمريكية، تتوقع سقوط النظام السوري القريب، وبالتالي ترى الفرصة سانحة لضربة عسكرية على إيران.

تكتسب هذه الحملة زخماً جديداً من زيارة السياسي الجمهوري اليميني ميت رومني القريب إلى إسرائيل، والتي استبقها بهجومه على “إهمال” و”تعامل سيئ” مع حليف رئيسي مثل إسرائيل وبالدعوة إلى مواجهة “الخطر النووي الإيراني” بجدية و جاهزية حقيقية.

حتى أنه اتهم ضمناً الإدارة الأمريكية بتسريب المعلومات حول تفاصيل الهجوم الأمريكي على مواقع حساسة لإيران على الإنترنت بهدف التشويش عليها وتعطيلها، وعزا رومني التسريب إلى عدم رغبة الإدارة في إعلان حملة عسكرة شاملة ضد إيران.

تصريحات رومني ليست مجرد دعاية انتخابية للحصول على أصوات اليهود ، بل تعكس مصالح لجزء على الأقل من لوبي آخر ، قد يكون أكثر أهمية من اللوبي الصهيوني ومتحالف معه، ألا وهو تجمع الصناعات العسكرية، الذي يرتبط بإسرائيل بعلاقات ومشاريع مشتركة في أنحاء العالم.

الملاحظ أن الحزب الجمهوري لا يثق تماماً بقدرته، على سحب الأصوات اليهودية، وحتى أصوات فئات واسعة تؤيد إسرائيل في المجتمع، من اوباما، خاصة لأن الكثير من اليهود الأمريكيين ، يعارضون جزءا من خطاب بنيامين نتنياهو، ويرونه مضراً بمصالح إسرائيل.

فالانقسام بين اليهود الأمريكيين حول نتنياهو، كما تدل تحذيرات بعض الكتاب اليهود، يؤثر على مواقف اليهود الأمريكيين، وبعض حلفاء إسرائيل من غير اليهود، وبخياراتهم الانتخابية، لأن تأييد نتنياهو أصبح يعد عبئاً على مؤيديه وعلى الساسة الأمريكيين المؤيدين لإسرائيل.

هذه الاعتبارات، بالإضافة إلى السعي، إلى استعادة وتوسيع التأييد لنتنياهو في أمريكا، دفعت حليف نتنياهو القوي، الملياردير الأمريكي اليهودي رون لودر، صاحب إمبراطورية استي لودر للعطور ومستحضرات التجميل، إلى نشر إعلان مدفوع، على صفحة كاملة، من صحيفة الول ستريت جورنال، يدعو السلطة الفلسطينية إلى بدء مفاوضات مباشرة مع حكومة نتنياهو، من دون أي شرط أو أي قيد، مرسلاً تهديداً مبطناً من تداعيات التشدد في خطاب المتنافسين على وضع الفلسطينيين.

اي أن لودر دفع مبلغاً ـ يضاف إلى تبرعاته السخية للجيش الإسرائيلي ، بهدف إخافة الفلسطينيين وابتزازهم، من خطاب رومني وغيره من ساسة اليمين الأمريكي، بهدف تقليل خسائر نتنياهو بين اليهود الأمريكيين، ومنع الانتخابات الأمريكية من أن تكون حافزا لانقسامات داخل اللوبي الصهيوني، مما قد يؤدي إلى تقليل فاعليته في السنة الانتخابية.

كانت هذه ملاحظات أولية، تبدأ بها هذه الزاوية رصدها التحليلي للساحة الأمريكية، بما في ذلك الانتخابات الأمريكية، وللحديث صلة.

About this publication