المحللون في الغرب: الخليج أصبح برميل بارود وقد يشتعل في أي وقت
يخطئ الكثيرون من حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة إذا كانوا يعتقدون أن الخطط التي تعدها وتنفذها واشنطن بمساعدة حلفائها المحليين لن ترتد بالهزيمة والفشل وبدفع ثمن باهظ على المدى الطويل والدليل على هذا الاستنتاج هو أن الغزو العسكري الأميركي للعراق عام 2003 كان أضخم وأكثر الحروب من ناحية الحشد العسكري وترسانة الحرب التي وضعت تحت التصرف ورغم ذلك لم يتحقق 80% من أهداف ذلك الغزو، فقد اشترك في عمليات تلك الحرب على الأرض دولتان عظميان هما أميركا وبريطانيا، إضافة إلى أستراليا وبولندا وبقية دول حلف الأطلسي وفي النهاية خسرت جميع هذه الدول أهدافها رغم الدمار والخسائر البشرية الفادحة التي تكبدها العراقيون المدنيون والعسكريون.. ولم تستطع واشنطن ولندن وحلف الأطلسي حتى الآن ضمان مصالحها في منطقة الخليج والمشرق العربي بل ازدادت الأخطار على القوات الأميركية المنتشرة في دول الخليج أكثر مما قبل غزو العراق ودفع العراق والعرب والمسلمون بشكل خاص الفواتير الدموية والمالية والتدميرية لتلك الحرب التي دعمت دول عربية كثيرة واشنطن والأطلسي أهدافها.
واليوم في صيف عام 2012 يزداد الحديث والتهديد بحرب أميركية إسرائيلية أطلسية مشتركة ضد هذه المنطقة فبعد استنزاف سورية من الداخل بتحريض عسكري ومالي وإعلامي من الخارج أصبحت المنطقة على حافة حرب تتحدث عن ضرورتها تل أبيب وواشنطن لتدمير سورية وتقسيمها بقوة الاحتلال ولتدمير كل من يقف إلى جانبها من دول المنطقة وخصوصاً إيران.
وبموجب هذه الدعوة الإسرائيلية- الأميركية يضع المحللون سيناريوهات متنوعة لهذه الحرب ولا يخفي معظمهم وخصوصاً في مراكز الأبحاث الأوروبية حقيقة أن أكثر من سيدفع ثمنها هذه المرة هو دول الخليج لأن واشنطن ستخوض هذه الحرب على بحار وأراضي الخليج بشكل خاص، فمنطقة الخليج أصبحت برميل بارود كاد يشتعل قبل أيام لو أن القارب الذي قصفته إحدى السفن الحربية الأميركية قرب ساحل الإمارات كان إيرانياً وليس هندياً، فقصة قصف هذا القارب المدني ومقتل أحد بحارته وجرح ثلاثة آخرين من الهنود تدل بموجب ما يعترف به الأميركيون على شدة الخوف الذي يعتري قوات البحرية الأميركية لأنه قارب مدني لكن ضباط البحرية الأميركيين فقدوا أعصابهم وفقدوا قدرتهم على التمييز.
وجاء توقيت هذا الحادث بعد المناورات البحرية والصاروخية التي أجرتها إيران في الخليج وتهديداتها الرسمية بإغلاق مضيق هرمز كحق في الدفاع عن النفس من أي خطر داهم أميركي عسكري أو إذا ما تصاعدت العقوبات التي تستهدف خنق إيران.
ويفترض المحللون أن حادثاً مشابهاً قد يقع بين القوات البحرية الأميركية والإيرانية وإذا ما ردت إيران بشدة على مقتل عدد من الإيرانيين في الخليج فإن واشنطن تصبح أمام خيار الصمت والإهانة أو خيار الرد بعنف أشد وهذا ما سوف يشعل حرباً يفترض المحللون فيها «إغلاق مضيق هرمز وإطلاق صواريخ أرض- أرض وبحر – أرض على ساحل دول الخليج العربية التي ستستخدم واشنطن أراضيها وقواعدها البحرية ضد إيران».
ويتوقع المعدون لهذا السيناريو أن يكون الخاسر الأكبر من هذه الحرب هو دول الخليج العربية المشاركة في الحرب ضد إيران، أما على الجبهة السورية فإن مضمون هذا السيناريو نفسه سيقع إذا ما شنت واشنطن ودول الأطلسي بدعم الجامعة العربية غزواً عسكرياً على سورية لأن أي طرف في الخليج سواء إيران أو دول الأطلسي سيتهم الطرف الآخر بالتحرش الحربي البحري فيه وحين تشتعل المنطقة بمثل هذه الحرب الواسعة لا أحد سيحسب حساباً لمن بدأ بالتحرش أو الاشتباك ضد الآخر وسيتركز الحساب على من يحقق الغلبة فيها في نهايتها أو عند الاضطرار لإيقاف النار وهذه الحقيقة المألوفة في كل الحروب يجب أن تعرفها الدول العربية المتحالفة مع واشنطن سواء أكانت مجبرة أم غير مجبرة!
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.