The Turban of Ignorance and America’s Disregard

<--

عمامة الجهل والتجاهل الاميركية؟

بقلم: صافي الياسري – 21-08-2012 | (صوت العراق) | نسخة سهلة الطبع

بعض اسباب كراهية اميركا بين الشعوب ، جهل اداراتها في اغلب ان لم اقل كافة دوائرها ، حقيقة تلك الشعوب تاريخيا وثقافيا واجتماعيا وفكرا ومنظومة قيم واخلاق واعتبارات وعادات وتقاليد وعقائد ، وهو ايضا بعض اسباب حروبها وخسائرها الباهضه ، وسر سقوطها المستقبلي المقبل حتما ، وعلى سبيل المثال ، احتلت اميركا العراق ، لكنها عبر كل سلوكياتها وفي مختلف دوائرها ابانت انها تجهل ماهية العراق على حقيقته ، وهاهو السفير الاميركي السابق ببغداد يؤكد هذا الاعتبار ، فيوم امس ظهر على قناة العربية سفير اميركا السابق ببغداد – ديفيد نيوتن – في لقاء مباشر ليقول مجيباً على أحد الاسئلة وبالنص أن العراق وايران يربطهم (دين؟؟) واحد هو الدين الشيعي او التشيع ، اكرر قال الدين ولم يقل المذهب ، وهو بهذاالقول واحد من اثنين اما انه جاهل ، او انه متعمد متجاهل ، وهو في الحالين يؤكد ما ذهبت اليه في سطوري اعلاه ، وعزا التعاون والتضامن والتعاطف بين حكومتي بغداد وطهران لهذا الدين ؟؟ ومع معرفتنا ان للطائفية واالانحياز الطائفي دوره في تشكيل العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية العراقية الايرانية على مستوى الحكام ، بعد الاحتلال الاميركي للعراق وتغلغل النفوذ الايراني فيه ، ، الا ان السفير تناسى ان يقول ان هذه العلاقة تشكلت بهذه المواصفات ، حديثا او بعد الاحتلال الاميركي وبدفع منه ولاغراض نعرفها جيدا وان الشعب العراقي يرفض الاسس التي قامت عليها وبالتالي فهو يرفض النظام الذي اقامها .

وفي رده على سؤال اخر قال :ان العراق كان صخرة قوية بوجه ايران في عهد صدام حسين وعلينا ان نعزز قوته العسكرية في هذه الاوقات لتعود هذه الصخرة الى قوتها وتلعب نفس الدور السابق؟؟

اين قولك يا سيادة السفير ان حكومتي البلدين على دين واحد وهو سر ترابطهما من هذا القول؟؟ وهل ان تسليح العراق بنفس المستوى السابق ايام صدام ، سيعيده صخرة اقليمية يمكن ان تقف في وجه العدوانية الايرانية ؟ ام انه سيشكل قوة مضافة لنظام ولاية الفقيه وعدوانيتها؟؟ تلك السياسة التي تمارسها يوميا في الخليج وسوريا ولبنان واليمن وفلسطين وشمال افريقيا و.. الا يعني هذا ان السيد السفير يقول باطلا ويبني عليه ؟؟

وقال في اجابته على سؤال ثالث ان من حق بغداد ان تتخوف من سقوط نظام الاسد في سوريا لان البديل سيكون نظاماً سنياً معادياً لحكم الشيعة في العراق ؟؟

والسؤال الذي يطرح نفسه على السيد السفير تلقائيا وعلى الفور ومن يتحمل وزر اقامة نظام طائفي في العراق ، والدفع باتجاه اقامة اخر طائفي مناهض في سوريا ؟؟

كما اني اسال كل رموز اهلنا الشيعة في العراق ، ان كانوا يرضون ان يقال عن المذهب الجعفري انه دين ؟؟ وان كانوا على بينة من مغزى جهل وتجاهل السفير الاميركي هذا ؟؟

كذلك فان السؤال مطروح على حكومة المالكي ، ان كانت ترضى ان يقال انها تلتقي مع النظام الايراني لانه من ( دين الشيعة ) وليس كما يفترض بها ان تضع مصلحة الشعب العراقي اولا في علاقاتها ، وسيادته وحريته واستقلاله ؟؟

ان السكوت على ما قاله ذلك الدبلوماسي ، يعني الرضا بما قال .

About this publication