To Obama: How Urgently You Need Bush’s Obsession!

Edited by Katya Abazajian

<--

لـ”أوباما”: ما أحوجكم إلى جنون “بوش”

إرهاصات الأزمة السورية الممتدة لأكثر من 16 شهرا، أسقطت كثيرا من الأقنعة، وعرّت الكثير من الدول التي تسوّق لنفسها كراعية لحقوق الإنسان. خطب عصماء، وبيانات شجب، وتهديدات متلاحقة، والنتيجة، غثاء سياسي “لا يقدم ولا يؤخر”.

خرج باراك أوباما، بتهديدات حذر فيها نظام الأسد من تدخل عسكري في الأزمة، في حال استخدم النظام الأسلحة الكيميائية، والسؤال الذي يجب أن يوجه لفخامته: هل ما يحصل في سورية منذ أشهر لا يستدعي تحريك جيوشكم لإنقاذ الشعب السوري الأعزل؟

حينما قررت أميركا شن الحرب على العراق، لم تنتظر تفويضا أمميا، وبدأت بنقل عتادها ورجالها للتنفيذ بـ”دعوى” امتلاك نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين لأسلحة كيميائية، والتي اتضح فيما بعد أنها مجرد كذبة، لتدنيس بلاد الرافدين وتسليمها للإيرانيين.

اليوم، واشنطن تعلم يقينا بامتلاك الحكومة السورية لأسلحة كيميائية، ولكنها حتى اللحظة لا تحرك ساكنا، مما يشي بوجود تفاهمات من تحت الطاولة بين واشنطن وتل أبيب، بأن نظاما كنظام الأسد الذي لم يجرؤ طيلة العقود الأربعة الماضية بتوجيه فوهة بندقية “صيد” على الجار الإسرائيلي، ليس ممكنا أن يفكر باستخدام هذه الأسلحة الفتاكة بحق الإسرائيليين الأبرياء. نظام “وديع” كهذا يستحق كل الرعاية والدعم والمحافظة على بقائه لأطول مدة ممكنة.

كلام أوباما وتلويحه بالتدخل العسكري في سورية، ليس سوى مماحكة سياسية ممجوجة، لرئيس لا تنظر عيناه في هذا الوقت إلا على مكتبه الوفير في البيت الأبيض.

أتمنى أن أكون مخطئا في كل ما ذهبت إليه، وحتى ينفذ الرئيس أوباما وعده سأظل أهمس بأذنيه: “ما أحوجكم إلى جنون بوش

About this publication