OPD 9/2 Edited by Laurence Bouvard (proofing TP 9/12)
الانحياز الاميركي الأعمى لاسرائيل ومواقفها أمر معروف منذ انهيار الامبراطورية البريطانية وانتقال مركز النفوذ الدولي الى الولايات المتحدة، وهو انحياز ديمقراطي وجمهوري على حد سواء، لان المصالح الانتخابية هي التي تقرر وما دام لليهود ومراكزهم كل هذا التأثير الحاسم في موضوع الانتخابات فان الكل يتسابق لكسب هذا الدعم.
قبل فترة قصيرة زار المرشح الجمهوري ميت رومني اسرائيل وابدى تأييدا اعمى لمواقفها وعبر عن عداء وحقد اعمى ايضا ضد شعبنا وقضيته، وكل ذلك في سبيل الحصول على تأييد الناخبين اليهود ودعم مراكز النفوذ التي يتمتعون بها بقوة. وبينما كان رومني بالقدس كان المنافس الديمقراطي باراك اوباما يوقع اتفاقا لزيادة دعم القبة الصاروخية الاسرائيلية بقيمة ٧٠ مليون دولار.
في الحملة الانتخابية الحالية اصدر الحزب الديمقراطي بيانه العام الشامل ليخوض الانتخابات على أساسه، ولم يتضمن ان القدس عاصمة لاسرائيل، ورأى الحزب الجمهوري في ذلك فرصة للطعن والانتقاص من دعم الديمقراطيين لاسرائيل، وادرك الديمقراطيون ذلك سريعا وبادر الرئيس اوباما الى التأكيد ان القدس هي عاصمة اسرائيل وادرج ذلك في البرنامج الانتخابي.
بهذه السذاجة وبهذا الابتذال السياسي تصبح اسرائيل قضية انتخابية داخلية في الولايات المتحدة بشكل واضح وعار عن كل الأغطية الدبلوماسية. وهذا موقف مرفوض فلسطينيا وقانونيا ودوليا لان القدس الشرقية هي ارض فلسطينية محتلة منذ العام ١٩٦٧، ولان العالم كله لم يعترف بالقدس عاصمة لاسرائيل، بل ان الولايات المتحدة نفسها تماطل في نقل سفارتها الى القدس رغم اعترافها بالقدس عاصمة.
وهذه المواقف تؤكد بما لا يقبل الجدل او الشك، ان المبادىء والقوانين والمواثيق الدولية والأخلاق وكل ما يدعيه هؤلاء المرشحون من قيم وحريات وعدالة، ما هي كلها الا كلام فارغ وان المصالح السياسية الضيقة هي التي تحكم وتتحكم، وهذا ما يجعل لليهود رغم العدد القليل كل هذا التأثير والنفوذ، ويجعل امتنا العربية رغم كثرة اعدادها وضخامة مواردها وقوة واستراتيجية مواقعها الجغرافية، أبعد ما يكون عن التأثير واقرب ما يكون الى التبعية.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.