الإعتداء القاتل على السفير الأمريكي وثلاثة أخرين من بينهم مسلم أمريكي بالقنصلية على أيدي مخربين من عصابات مسلحة سيلقي بظلال طويلة الأمد على رؤية وتفاعل العالم مع ليبيا كلها. بالأمس يرى العالم الليبي بانه إرهابي .. واليوم متشدد أرعن، إنها (فتنة لا تصيبن الذي ظلموا منكم خاصة)، إنه إعتداء على مُعاهد حرمه الله ورسوله .. بكل عنجهية يتم الإعتداء والحرق والسلب والنهب والسرقة والقتل .. في أي مجتمع نحن .. ومن هو الضحية؟ لاعلاقة له ولبلده بالشريط سئ السمعة، وبلده رسمياً أذانت وإستنكرت هذا الشريط الذي لم يُعرض في أي سينما أو دور عرض، بل مجرد عمل مونتاج رخيص لقبطي مصري يسكن بأمريكا عرضه على اليوتيوب منذ شهرين .. ولم يبلع عدد المشاهدين قبل أول أمس أكثر من 2966 في شهرين، وبالحادي عشر من سبتمبر وقع السدج في فخ حملة نصرة رسول الله عليه الصلاة والسلام على الفيس بوك واليوتيوب .. فكانت هجمات السفارة بالقاهرة والتي لم تتجاوز إنزال العلم .. لكن المافيا الجاهلة ببنغازي قاموا بحرق سفارة بلاد غير مذنبة على أي مستوى رسمي في الحدث، إنه نصر رخيص وعواقبه كارثية على الجميع، خاصة وأن الإنتخابات الأمريكية على الأبواب بنوفمبر 2012، قد لاتفضي إلى غلق القنصلية، ولكن حثماً سيكون التعامل مع ليبيا والليبيين باستهجان وحدر وعدم ثقة وبدون أي منال مشترك طويل الأمد، وهناك دول كثيرة تريد ان تكون ليبيا بلد القاعدة حتى لا تتحول ليبيا الى دوله ديمقراطية وإقتصادية جديدة.
السفير الأمريكي كان وسيط بلاده منذ فبراير 2011 لمساعدة الثوار وإيصال متطلباتهم ونصرتهم بالسر والعلن، هو من أكد لبلده والأمم المتحدة أن لا وجود للقاعدة ورموزها بليبيا، كان شديد الحب لبنغازي بشهادة أهل بنغازي نفسها، شديد التواضع والتعاطف مع الليبيين والثورة الليبية، وكان أخر ماكتبه في صفحته الشخصية [أعتبر نفسي محظوظاً لمشاركتي في هذه الفترة الرائعة من التغيير والأمل في ليبيا].
عندما حاصر رسول الله محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام حصنا فأمر الجند الا يهجموا، ومن فرط الحماسة هجم اثنين من الجند في اتجاه الحصن فقتلا، فكبر الجمع فقال الرسول صلى الله عليه وسلم إنهما في النار، وليس الشديد بالصرعة وانما الشديد من يملك نفسه عند الغضب،
بلغ السب والشتم والضرب مداه على سيد الخلق عليه الصلاة والسلام من كبير وصغير الطائف، وحينما أتاه ملك الجبال وقال له جبريل هذا ملك الجبال يستأدنك بان يطبق عليهم الاخشبين … وهم قد اهانوه وضربوه وسلطوا عليه السفهاء من القوم، ووضعوا القاذورات على رأسه الشريف، فأبي عليه الصلاة والسلام، عسى أن يأتي بينهم عابداً لله. ونجد متشددي اليوم من أعضاء العنف والتطرف، هم من يخرجون اليوم عن الحاكم، وهم من يخالفون رئاسة الدولة ووزارة الداخلية لضعفها وقلة حيلتها، ويقومون من ذاتهم بحوادث الإرهاب والترعيب المختلفة. لقد زعزع هؤلاء ثقة الشعب في الدولة، وأكدوا للعالم تحكم هؤلاء المسلحون بسطوة الإرهاب في مختلف الشئون بليبيا، وهاهم قوات المارينز في طريقها لبنغازي لأنها إفغانستان الجديدة على رد فعلهم، ولحماية ((مصالحها)) في ليبيا.
أستذكر قول الغزالي: ” إن إنتشار الكفر في العالم يحمل نصف أوزاره متدينون بغـّضوا الله إلى خلقه بسوء صنيعهم وسوء كلامهم “
أحر العزاء والمواساة لعائلة السفير وموظفي السفارة والشعب والحكومة الإمريكية وذوي الضحايا الأخرين، وأن هذا العمل لايعبر عن الشعب الليبي ولا أهل بنغازي، ونسأل الله ان يمدنا برجل مسلم يحب الله ورسوله يحكم هذه البلاد قوي على أهل الباطل والبدع رحيما باهل الإتباع، ونذكر أنفسنا أن ليبيا لم تتحرر بعــــــــد!
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.