الموجة الثانية من الثورات * رشيد حسن
مفكرون ومحللون ومتابعون يرون أن ردة فعل الشارع العربي الغاضبة على الفيلم الاميركي، المسيئ للرسول صلى الله عليه وسلم ، هي الموجة الثانية من الثورات العربية، وخاصة في الاقطار التي نجحت فيها هذه الثورات “مصر ،تونس، ليبيا ، اليمن” … فالموجة الأولى اقتصرت على الشأن الداخلي “المحلي” على المطالبة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية وتداول السلطة، حتى اذا انجزت هذه الثورات هذه الاهداف ، أو أغلبها، بدأت بالموجة الثانية، وهي مخصصة للشأن الخارجي ، “للسياسة الخارجية” اذ وجدت الجماهير في هذا الفيلم ، المقزز الكريه، فرصة لتصويب العلاقات مع واشنطن، ولتذكيرها بمواقفها المعادية للقضايا العربية والاسلامية، وخاصة القضية الفلسطينية ، وهذا ما عبرت عنه سيدة مغربية أفضل تعبير “ نريد أن نذكر واشنطن بجرائمها في العراق وافغانستان، وجرائم حليفتها وربيبتها اسرائيل في فلسطين، ونقول لها لقد حان الوقت لتصويب سياستها، والكف عن الكيل بمكيالين”.
لا أحد يقر باعمال العنف التي صاحبت هذه المظاهرات واسفرت عن مقتل السفير الاميركي في ليبيا، وثلاثة من موظفي القنصلية الأميركية في بنغازي ، فهذه الاعمال مرفوضة ومدانة تماما، وليست مطلقا من اخلاق الاسلام والمسلمين، ومن شأنها أن تخدم أعداء الاسلام، الذي يعملون على الصاق صفة الارهاب بالمسلمين،ولكننا نعتقد أيضا ، أن ما جرى ويجري يفرض على واشنطن والغرب عموما وقفة موضوعية ، وحلا جذريا، بعد تصاعد حملة الكراهية ضد الاسلام والمسلمين، وبعد أن اصبح الاستخفاف والاساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، امرا مكررا ، في الميديا الغربية، كلما اراد اعداء الاسلام والمسلمين، ونقصد بالذات الصهاينة تحقيق اهدافهم الخبيثة.
ونسأل ترى لو قامت واشنطن ودول الاتحاد الاوروبي ،بتشريع قوانين تحرم الاساءة للانبياء والرموز الدينية والمعتقدات ، على غرار تلك التي تحرم التشكيك بالمحرقة اليهودية ، وذلك بعد الرسوم المسيئة للرسول التي نشرها رسام دانماركي في 2005، الم يكن ذلك كافيا ورادعا، لوقف مسلسل الكراهية هذه .. مسلسل العنصرية البغيضة .. مسلسل سب وشتم نبي الاسلام عليه السلام؟؟!! أميركا فبل غيرها ،مدعوة بعد أن رأت ردود افعال الشعوب العربية والاسلامية الغاضبة، أن تبادر بتشريع قانون يردع هؤلاء الحاقدين ومن ورائهم، أمثال القس “جونز” ، ويؤسس لنهج جديد ،يقوم فعلا على احترام الانبياء والمعتقدات الدينية ، فهي ستكون أول المتضررين من استمرار هذا النهج العنصري اللااخلاقي ، وستكون مصالحها معرضة للخطر .
باختصار…..شعوب الثورات العربية بدأت الموجة الثانية من ثوراتها ، وهي موجة مخصصة لتصويب وتصحيح مسار السياسة الخارجية وخاصة مع واشنطن والدول الغربية ، تقوم على مبدأ الندية ، والاعتراف بالحقوق العربية ، وخاصة حق الشعب الفلسطيني في وطنه .
فهل تصغي واشنطن لصوت هذه الشعوب ، أم تبقى رهينة الاساطير الصهيونية؟؟
التاريخ : 17-09-2012
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.