The Deformation of Egypt

<--

يخطئ من يظن أن إسرائيل لا تريد إعلان الحرب علي الأمة العربية والإسلامية علانية في نهاية عام 2012 الذي شارف علي الانتهاء، والذين يعتقدون بخلاف ذلك واهمون وغير عارفين بالخطط الصهيونية التي حبكتها إسرائيل منذ نشأتها عام 1948 ويخطئ من يظن أيضاً أن إسرائيل النووية التي لا يتعدي عمرها الزمني ستون عاماً،

قد بلغت ما فيه الآن من فراغ، ولا يعرف حقيقة التاريخ كل من يزعم أن أمريكا هي التي تموت من شوكة إسرائيل، والعكس هو أن الولايات المتحدة هي التي تنفذ مخططات الصهيونية، وعلي رأي أحد علماء المسلمين عن بحر الكاريبي لو سألت أي رئيس أمريكي من يحكم الولايات المتحدة سيرد علي الفور أن إسرائيل تحكم من وراء ستار.. معني ذلك أن خطة الصهيونية العالمية تنحصر في قيادتها للعالم أجمع بلا استثناء وهو ما قلته قبل ذلك، يأتي ذلك من خلال مراحل كانت المرحلة الأولي هي بناء إسرائيل النووية في فترة وجيزة، واحتكار إسرائيل لذهب وفضة العالم وسيطرتها الكاملة علي مصادر المال والماء، والمرحلة الثانية التي نحن بصددها الآن هي توريط أمريكا في حروب كثيرة تضعف من شأنها، ودخول اقتصادها غرفة الانعاش وقريباً انهيار الدولار.

في الوقت نفسه يتم ذلك بإعلان حرب علنية ضد الأمة العربية والإسلامية من خلال ازدراء الدين الإسلامي والإساءة إلي الرسول الكريم «ص»، في محاولة استفزازية لمشاعر المسلمين في اتحاد المعمورة، واظهار رد الفعل العنيف من المسلمين علي انه تصرف همجي لا يفعله إلا البلطجية.. ثم تأتي بعدها – أي بعد الحرب التعسفية- الحرب الأخري بالأسلحة المختلفة تبدأها دول أخري تابعة لمخططات الصهيونية، وبعدها تتسيد إسرائيل العالم.. وقد يرد قائل أن هذا هو جنوح في الفكر، ونرد قائلين إن هذا هو الحقيقة الكاملة التي يعرفها العالمون بحقيقة آخر الزمان وعلماء الدين سواء في اليهودية أو المسيحية أو الإسلام يعرفون هذه الحقائق أكثر مني، ولديهم علم بها، وقليل منهم من يتحدث بشأنها، ربما لأنهم لا يريدون ذبذبة فكر الناس، وربما لأن الأحداث المتلاحقة تجعلهم ينظرون إلي ظاهر الأمور ولا يخوضون في تفاصيل من وراءها.

ولذلك لم أستبعد أبداً ما قاله هنري كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة الذي تولي المنصب من عام 1973 وحتي عام 1977، عندما قال إنه علي إسرائيل أن تبدأ حربها علي الفور ضد العرب والمسلمين.. وحدد «كيسينجر» الدول السبعة التي يجب علي إسرائيل أن تبدأ غزوها وحربها وهي الدول التي تمتلك البترول والثروة والموقع الاستراتيجي، وهذا ما جعل المسئول العسكري المصري يحذر إسرائيل من «جر شكل مصر»، فإسرائيل التي زرعت الإرهاب في سيناء وقامت برعايته وكانت تزعم أنها تشكو منه، هي الآن التي ترفض أي سيطرة عصرية علي أرض سيناء، وتتذرع بأشياء وهمية للدخول في خلافات مع مصر أو بمعني أوضح «جر شكل»..

إسرائيل لا تجر شكل مصر وحدها وإنما تجر شكل كل بلاد الأمة العربية والإسلامية وتستخدم في ذلك كل العالم أجمع طبقاً للخطط الصهيونية العالمية التي أقنعته بانشاء وطن قومي لليهود في فلسطين أو في الأرض المقدسة، كما ورد ذكرها في القرآن الكريم هي التي نجحت في تفتيت الدولة العثمانية والقضاء علي الخلافة الإسلامية قبل أن يكون لها وطن في فلسطين.. كيف؟!.. الصهيونية التي انتشرت داخل القوي العظمي القديمة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا ثم بعدها الولايات المتحدة القابعة خلف الأطلنطي، هم الذين نقذوا المخطط الصهيوني الذي نشر الجواسيس في الدولة العثمانية واستمالوا حكام وولاة الدولة العثمانية الذين تمردوا علي الخليفة العثماني المسلم، وفي المقابل ظهور كمال أتاتورك في مقر إقامة الخليفة في اسطنبول، لتفتيت الأمة العربية والإسلامية وإعادة تقسيم الخريطة العربية .. اتفاقية سايكس بيكو.. وفي المقابل زرع الصهيونية في فلسطين وانشاء الوطني القومي والدولة العبرية التي باتت نووية في أقل فترة زمنية ممكنة.

الآن يتكرر السيناريو من خلال تفتيت أوسع وأكبر فالعراق يكون ثلاث دول والسودان كذلك واليمن ومصر وهكذا.. ولماذا حذر التفتيت الصهيوني والأمة العربية أصلاً مفككة ومتفرقة، لتسهيل مهمة الغزو الصهيوني الجديد للعالم.. ويبقي أمام الصهيونية حلف شديد لم تتمكن حتي الآن من اختراقه هو حلف أوروبا الشرقية والذي يتمثل في الصين وروسيا وإيران ودول أمريكا الجنوبية والذي وصفه القرآن الكريم بدولة الروم.. وليس أمام الأمة العربية سوي التحالف مع هذا الحلف لصد الهجوم الصهيوني الجديد القادم.. ولذلك لا نستغرب أبداً أن تل أبيب تجر شكل مصر وكل الدول العربية والإسلامية وحتي دول أوروبا الشرقية.

About this publication