مما لاشك فيه عند قيام الاحتلال الامريكي الى العراق في العام 2003 فاصبح العراق حاضنة لأحزاب عديده منها ليبرالية وعلمانية ودينيه. بأعداد كبيره واصبحت تدير الحكومة المؤقتة في العراق لكن بعد اجراء الانتخابات افرزت تلك الانتخابات بفوز الاحزاب الاسلامية سواء كانت شيعية او سنية.
واخذ الاسلاميون يديرون العملية السياسية في العراق حتى هبت رياح الطائفية بين تلك الاحزاب واصبح العراق بين مد وجزر. وها هي الثورات العربية التي تسمى بثورات الربيع العربي وعلى الرغم من عدم اشتراك امريكا والناتو بأسقاط بن علي في تونس فقد كانت تلك الثورة تحظى بتايد لوجستي امريكي وقد صرحت الحكومة الامريكية على لسان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الامريكية بموقفها المؤيد لتلك الانتخابات التي تجري بتونس التي افرزت عن فوز حزب النهضة الاسلامي بأغلبية مقاعد المجلس التأسيسي وما يميز هذا التصريح هو تأكيد علني على قبول تراس الاسلامين للسلطة.
والحال نفسة في مصر فقد حظت الثورة المصرية بتايد امريكي وذلك عندما طلبت وزيره الخارجية الامريكية كلنتون من مبارك التنحي, وفي السياق نفسة فقد صرح جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض ان اداره الرئيس اوباما تعمل على توسيع مشاركتها مع الاحزاب الناشئة في مصر وان البيت الابيض سوف يحكم عليهم من خلال تصرفاتهم السياسية وليس الانتماء الديني وعند اجراء اول انتخابات في مصر للرئاسة بعد منافسة مرثونية في جولة اعاده الانتخابات بين شفيق ومرسي الذي ينتمي للإخوان المسلمين .
وكانت مشاركة امريكا والناتو بصورة علنية في ليبيا عندما قامت الثورة الليبية والتي ساعدت تلك القوات بأسقاط نظام القذافي وعلى الرغم من ان الانتخابات الاخيرة في ليبيا تشير لتقدم الليبراليين الا ان المجلس الانتقالي الليبي كان معظمهم من الاسلامين خصوصا في فترة الثورة الليبية.
واشارت الصحف الامريكية بان لا مخاوف من وصول الاسلامين للحكم في ليبيا وتونس ومصر التان يهيمن عليهما الجماعات الاسلامية ومشيرة الا ان الولايات المتحدة كانت تربطها علاقات جيدة بأنظمة يغلب الطابع الاسلامي كما هو الحال في المملكة السعودية وقادرة على تطوير سترتجيها للتماشي مع التطور الجديد الحادث في الشرق الاوسط , وهنا سؤال يدور في الاذهان هل ان الصدفة لعبت دورها بتايد امريكا لتلك الثورات التي اصبحت ذات منطلق ديني اما ماذا؟ وهل ان الشارع العربي استاء من الانظمة العلمانية الشمولية التي كبتت على انفسهم لسنين طويلة واردو تغير تلك الانظمة العلمانية الشمولية والاتيان بأنظمة اسلامية تطبق الشريعة الاسلامية كما تدعي؟
فالأحزاب الاسلامية صاعدة الان وبقوة لتحتل الواجهة السياسية في المنطقة بعد نجاح الثورات العربية لتشكل الصبغة المستقبلية للوضع السياسي في المنطقة في المرحلة القادمة ,فهل ياترى ان تلك الاحزاب وفي ظل الحكومات الدكتاتورية لم تسنح الفرصة الكاملة لها المشاركة في الحياة السياسية حتى على سبيل المعارضة (في برلمان اوفي محلس وطني)لتتبلور لديها الخبرة الكافية في كيفية ادارة مؤسسات الدولة بكل ما فيها من تعقيدات وتشابكات في الدولة مع الشعب من جهة وعلاقتها مع المجتمع من جهة اخرى بكل ما في هذه العلاقات من تناقضات تعتمد على المصالح الاقتصادية والسياسية ولن يكون من السهل على هذه الاحزاب تفادي الاخفاقات الناجمة من قلة الخبرة, ولعقود من الزمن بعد ان اصبحت بشكل مفاجئ امام مهمة ادارة حكومات الشعوب العربية فهل يكتب لها النجاح ياترى؟
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.