Circles of Terrorism

<--

دوائر الإرهاب

البقعة الساخنة

السبت 20-10-2012

علي نصر الله

يثبت للقاصي والداني يوما بعد يوم أن دوائر دعم وتمويل وإيواء وتدريب الارهابيين تتسع، حتى إن حكومات بعينها لم تخف تبنيها الفاضح للارهابيين واحتضانها لهم، ويأتي في مقدمة هذه الحكومات حكومة أردوغان والإدارة الأمريكية

وبعض الحكومات الأوروبية، فضلا عن إعلان الحثالات الحاكمة في قطر والسعودية وغيرها عن أن تسليح ما يسمى المعارضة السورية واجب شرعي وفكرة ممتازة ؟!.‏

وآخر ما حرر إعلان صبي السعودية عن تكليف أحد نواب 14 آذار في لبنان الإقامة في تركيا بغرض تقديم المال والسلاح للارهابيين، والقيام بكل الخطوات اللازمة بهدف توريد السلاح والمال والمسلحين المتطرفين وإيصالهم الى الداخل السوري عبر الحدود التركية واللبنانية، وهو الأمر الذي لا ينفصل – بل يتكامل – مع قيام السلطات السعودية بنقل عناصر تنظيم القاعدة الى سورية .‏

والحال كذلك ، وقد أمسى الدعم والتمويل والتدريب والتسليح أمراً معلنا تجاهر به الحكومات على المنابر الدولية وأمام عدسات الاعلام ، فإن من واجب مجلس الأمن الدولي بدء تحقيقات فورية، واتخاذ اجراءات رادعة، ونقل ملف دعم الارهاب الدولي الحاصل الى محكمة الجنايات الدولية لتجريم ومحاسبة المسؤولين من الوزير الأمريكي بانيتا، الى القطري حمد بن جاسم، الى السعودي سعود الفيصل والصبي سعد الحريري، الى أردوغان وداود أوغلو وغيرهم في عواصم غربية تدعي محاربة القاعدة في افغانستان وتدعمها في سورية !!.‏

لماذا يتجاهل مجلس الأمن الدولي سلوك وتصرفات المسؤولين والحكومات التي تشكل منظومة حقيقية لدعم الارهاب الدولي في سورية، وهل كان ليفعل ويتجاهل على هذا النحو لو أن الأمر كان يتصل باسرائيل – كيان الارهاب المنظم – أو أي دولة غربية، أم أنه كان سيسجل تحركا محموما على الشبهات وليس بالاستناد الى معلومات ووقائع وتصريحات علنية، بل إنه سجل في حالات أخرى ولا سيما خلال السنوات الأخيرة تلفيقات وفبركات (أدلة كولن باول الشهيرة المثيرة للسخرية) لشرعنة الحروب العدوانية، وربما كان آخرها غزو العراق واحتلاله.‏

نخوض حرباً ضد الارهاب سنواصلها حتى ندحره عن أرض سورية المقدسة، ونخوض مع الشرفاء والحلفاء والأصدقاء حرباً ضد النفاق الدولي وضد سياسات الاحتلال والعدوان، ومن أجل إحقاق الحق وتحرير الأرض وتحقيق العدالة لا تراجع ولا مساومة ولا تهاون فيها مهما بلغت التضحيات والتحديات، ومهما اتسعت دوائر الارهاب والخيانة والتآمر .. نعول على قوتنا الذاتية، وعلى ايماننا بوطننا، وعلى جيشنا العربي السوري الباسل وقواتنا المسلحة، وعلى وقوف أحرار العالم الى جانبنا حيث نمثل الحق والشرعية وشرف وكرامة هذه الأمة.

About this publication