He Saw the Torture of Palestinians with His Own Eyes and Will Tell Obama

<--

رأى بعينه عذاب الفلسطينيين وسيوصله لأوباما! * د. عايدة النجار

حديث ذو شجون تم في الأسبوع الماضي بمنزل ناريمان وباسم التميمي، من قادة الكفاح الشعبي في النبي صالح في فلسطين -بالطبع لم أحضره-.

كان ذلك في لقاء مع د. فنسنت هاردنج، العضو في وفد يضم نشطاء اجتماعيين وسياسيين أمريكيين بينهم بعض قدامى الكفاح في سبيل مساواة الحقوق في الولايات المتحدة.

هذا ما جاء في مقالة في “هآرتس” للصحفية الاسرائيلية المتعاطفة مع القضايا الانسانية وحقوق الانسان عميرة هاس، عنوانها “الى أخي وابني أوباما”.

الرسالة ليست منها لأوباما، بل من هاردنج أحد أفراد الوفد صاغتها الصحفية بأسلوب إنساني يحفز على القراءة. ولعل ما جاء في مقالة “هاس” يساعدنا على فهم مواقف وأسلوب أوباما في حل القضايا السياسية بخاصة القضية الفلسطينية.

ويمكننا أن نتصور ما جاء من أحاديث ونقاش ذلك العشاء الذي أقيم على شرف الضيوف وبكرم عربي معروف.

فابن الثمانين المؤرخ وعالم الأديان، المسيحي المولود في هارلم كان موضع احترام وتقدير وهو يتذكر كنج ورفاقه السود الذين كافحوا من أجل التحرر والمساواة والعدالة والحقوق الانسانية بالاضافة فقد ذكر فرانكلين روزفلت الذي عيّن مستشارين لم يسمع عنهم أحد لمساعدته.

وكأنه يقول إن أوباما يعتمد بالنصيحة على مستشاريه في البيت الأبيض، الذين كما نعرف، منهم اليهود المتحيزون لإسرائيل. وفي الجلسة كما يبدو قارن هاردنج بين أوباما و”الأجداد”، ليخلص بعد المقارنة بالقول “مشكلة أوباما أنه لم يكن جريئا بما فيه الكفاية ليخرج عن المسارات المتوقعة” وكما فعل مثلا روزفلت وكنج.

نعم.. وكما نقول دوما أوباما نكث بحماسه لحل القضية الفلسطينية بشكل عادل للآن بخاصة أنه وعد العرب والمسلمين بذلك في خطابه الشهير في جامعة القاهرة. مع الأسف منذ ذلك التاريخ لم يقم بشيء يردع اسرائيل ويوقف تغولها ونهبها للأرضي الفلسطينية في وضح النهار.

والآن مشغول في الانتخابات وهو أيضا يحاول الابقاء على أصوات اليهود الذين يشكلون نسبة كبيرة يعتمد عليها عادة المتنافسان على الانتخابات الرئاسية. وعادة ما يغمض المتنافسان أعينهما عما يجري في فلسطين من أعمال تصل الى جرائم الحرب وانتهاكات لحقوق الانسان وعنصرية فاضحة كما كان الأمر في جنوب افريقيا. وبالعادة لا ينصتون لـ”هاس” وغيرها من الصحفيين الذين يحاولون نقل الخبر بموضوعية.

يعترف المؤرخ الكبير أنه كان “جاهلا” وهو يقول: “كم كنت جاهلا بما يحصل هنا حقا”.

ولا شك أنه القول الأهم، حيث أن الأكثرية من الحكماء والمؤرخين والمثقفين والصحفيين الاجانب عادة ما يفصحون عن مشاعرهم الحقيقية متأخرا، ومع الأسف أيضا يعترفون بقلة علمهم عن القضية الفلسطينية وما يجري فيها من آلام وعنصرية وموت وحرمان الا بعد أن يزوروها متأخرين. ولعل السبب الآخر هو قوة اللوبي اليهودي في أمريكا المتحيّز لإسرائيل والقائم على التأثير سلبا على الرأي العام الأمريكي نحو العرب والايجابي نحو اسرائيل واحتلالها اللئيم، وأقول له إن العرب مقصرون أيضا في التعامل مع الحقيقة.

يعترف هاردنغ الانسان أنه سينقل لأوباما شخصيا ما رأى، وأيضا ربما يوصل الرسالة لتلك “الشبكة الكبيرة من الأصدقاء والطلاب والزملاء اليهود في أمريكا” بخاصة وهو يشعر بعد أن عرف الحقيقة أن هناك مآسي وفصلا عنصريا.

فهل يوصل الرسالة خلال زيارته لأوباما التي أرجو أن يتمكن من اجرائها كما يتمنى هو نفسه؟.

ولا يسعنا إلا أن نقول للأستاذ الإنسان الكبير: شكرا لك ونرجو لك الصحة وطول العمر.

التاريخ : 26-10-2012

About this publication