Catastrophe Coverage Following “Sandy’s” Example

<--

تغطية الكوارث.. “ساندي” أنموذجا

ظلت إحدى مذيعات محطة “سي إن إن” الأميركية ساعات طويلة عرضة للرياح القوية والأمطار الغزيرة وهي تنقل الصورة بالقرب من أحد شواطئ نيويورك وذلك قبل ساعات قليلة من وصول العاصفة القوية “ساندي”. أما المشهد الآخر فكان لمراسل آخر وهو يقاوم الرياح أثناء اتصال مباشر مع أستوديو الأخبار معرضا حياته للخطر! كان مشهدا بالفعل يدل على الشجاعة والإيثار وكل ذلك من أجل المشاهد فقط.

ولم تكن “سي إن إن” تنقل الحدث من الميدان فحسب، ولكنها كانت تضع الصورة كاملة أمام أعين المشاهدين من جميع النواحي، فتارة تتحدث عن سرعة الرياح وحجم الأمطار، ومن ثم تنقل معلومات علمية عن الإعصار بالتحديد وكيف يمكنه أن يتسبب في فيضانات قوية وأين يمكن أن تصل تلك الكميات الهائلة من المياه، ناهيك عن تقديم النصائح إلى الناس.

البث الحي المباشر لمثل هذه الكوارث هو ما يميز الإعلام الأميركي ويجعله في القمة، خاصة في تغطية كوارث طبيعية مثل الأعاصير، فالقناة الواحدة تجند مئات من العاملين فيها لنقل الحدث إلى المشاهدين، بمهنية عالية ومصداقية كبيرة جدا تعتمد على المعلومات الدقيقة، فلا مجال للخطأ في العمل الميداني، وأعتقد أن هذه كانت دروسا مجانية تقدم على الهواء لعل بعض قنواتنا العربية تستفيد منها خاصة تلك التي تعمل في المجال الإخباري.

نعم إن الإعلام التلفزيوني الأميركي يحترم عبارة “بريكينج نيوز” – (الخبر العاجل) – ويعطي هذه العبارة حقها من الاهتمام، فتقطع القناة بثها وتتحول إلى تغطية الخبر العاجل بالتفاصيل ولا تجعله يمر مرور الكرام، خاصة إذا كان يتعلق بحياة الناس، بل وتستمر في التغطية ساعات طويلة وتجند طاقاتها للعمل في هذا السياق، وهذه سياسة إعلامية تجعلنا نحترم المهنية العالية لمثل هذه القنوات التي تجعلك في قلب الحدث مهما كانت الظروف.

محمد الفهيد 2012-10-31 1:24 AM

About this publication