10/11/2012 11:35:29 PM
سر قوة اللوبي الصهيوني في أميركا.. نحن!
بحسب أحدث استطلاعات الرأي الأميركية، والصادر عن معهد “بيو” في أيلول (سبتمبر) الماضي، يشكل الأميركيون اليهود قرابة 2 % فقط من الناخبين المسجلين؛ يتوزعون بين 66 % أعضاء في الحزب الديمقراطي أو مؤيدين له، في مقابل 28 % أعضاء في الحزب الجمهوري أو مؤيدين له.إزاء هذه الحقيقة التي باتت مسلمة مستقرة منذ سنوات، يتم تفسير نفوذ اللوبي الإسرائيلي-الصهيوني في دوائر صنع القرار الأميركية، لاسيما مؤسسة الرئاسة والكونغرس (بمجلسيه؛ النواب والشيوخ)، بالمال السياسي الذي يغدقه هذا اللوبي على مرشحي كلا الحزبين؛ الديمقراطي، كما الجمهوري الأقل حظوة بأصوات الناخبين الأميركيين اليهود.وبحسب “مركز السياسة المتجاوبة” (Center for Responsive Politics) المعني برصد التبرعات للحملات الانتخابية في الولايات المتحدة، فقد نما حجم مساهمة المنظمات المؤيدة لإسرائيل للحزبين الأميركيين في الحملات الانتخابية من قرابة 8 ملايين دولار في العام 1990 إلى ما يزيد على 9.6 مليون دولار في العام الحالي (وهي تشمل منظمة مثل “جيه ستريت” المؤيدة لحل الدولتين وليس لليكود). علماً أن ذروة هذه الفترة كانت في العام 2008، إذ بلغ حجم تبرعات هذه المنظمات عموماً ما يزيد بقليل على 14 مليون دولار. ومع ذلك، فقد تراجع ترتيب حجم إسهام هذه المنظمات ضمن مجمل “الصناعات/ الجهات” المساهمة في الحملات الانتخابية الأميركية إلى المركز 51 في العام 2012، مقارنة بالمركز 12 في العام 1990، ولتحتل المركز 42 عن مجمل الفترة 1990-2012.هنا تبدو الملاحظة الجديرة بالتوقف متمثلة في تزايد حضور ودور المنظمات (الأميركية) المؤيدة لإسرائيل، لاسيما في سمتها الليكودية، في السنوات القليلة الماضية، رغم تراجع الإسهام المالي لهذه المنظمات في الحملات الانتخابية، إن كان كرقم مطلق أو مقارنة بإسهامات جهات/ قطاعات أخرى، على النحو السابق. ومثل هذا التناقض، وإن لم يكن كبيراً بالتأكيد حتى الآن، يسمح بالبحث عن عوامل أخرى تضاف إلى كل العوامل الممكنة في تفسير هذا النفوذ المتزايد، بما في ذلك المال السياسي.ربما يكون العامل/ السبب الأكثر منطقية متمثلاً في الموقف العربي، وضمنه الفلسطيني، من الصراع مع إسرائيل والدور الأميركي فيه. وباختصار، فإن قوة اللوبي الإسرائيلي-الصهيوني تتأتى أساساً، أو في جزء كبير منها على الأقل، من تسليم الدول العربية عموماً بأن الولايات المتحدة هي وحدها المؤثرة في الصراع العربي-الإسرائيلي (أو الفلسطيني-الإسرائيلي، وفق التعبير الخبيث الدارج حالياً)، والقادرة على إحداث اختراق يفضي إلى الوصول إلى تسوية حل الدولتين؛ الفلسطينية والإسرائيلية. وبالتالي، لا يغدو من سبيل لمواجهة النفوذ الإسرائيلي-الصهيوني في أميركا إلا بالخروج على الطاعة الأميركية، ونزع قناع تأثيرها المزعوم، بالاعتراف صراحة بما هو معروف للجميع، بأن أكثر ما تستطيعه الولايات المتحدة هو إدارة الصراع لحساب إسرائيل.لكن لا يبدو أن ثمة قوة عالمية راغبة أو قادرة على موازنة الدور الأميركي في الصراع العربي-الإسرائيلي؛ كما لا يبدو العرب قادرين على تقويم هذا الدور المنحاز رغم تهديده لأمنهم واستقرارهم، شعوباً وأنظمة، بشكل مباشر وإن كان مكتوماً حالياً. فهل يكون الحل بأن ينزع الفلسطينيون شوكهم بأيديهم كما فعلوا سابقاً في العام 1987 عندما أطلقوا انتفاضتهم الأولى التي مكنتهم من انتزاع اعتراف أميركا وإسرائيل بهم شعباً بأرض، ولأول مرة منذ العام 1948؟
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.