This Era’s Bats and the US-Connected Terrorist Plan

<--

خفافيش العصر.. والإرهاب الموصول بالمخطط الأميركي

شؤون سياسية

السبت 20-10-2012

حسن حسن

خسرت الدول المتآمرة على سورية والرجعية العربية والمعارضة المصطنعة كل ألاعيبها على الساحة السورية، وفشلت في تحطيم الدولة السورية ونظمها، فلجأت للإرهاب والتفجيرات لتأزيم الوضع واستنزاف الدم السوري، ويبدو من الواضح أن الخطة الغربية تقضي بشن حرب استنزاف مشابهة لتلك

التي غذتها عصابات «الكونترا» في نيكاراغوا إثر انتصار الثورة الساندينية في الثمانينيات من القرن الماضي، بتمويل سعودي قطري، وذلك بغية منع الحل السياسي، والحيلولة دون استقرار سورية، وبقائها دولة قوية مستقلة مقاومة للهيمنة الاستعمارية، وهو ما يخيف أميركا وحلفاءها الذين باتوا هذه الأيام قلقين من نتائج وتداعيات اخفاق مخططهم في سورية.‏

وإذا كان أعداء سورية قد عكسوا في تصريحاتهم وممارساتهم وجود خطة غربية، أوكل تنفيذها إلى قطر والسعودية وتركيا، وتستهدف تغذية حرب أهلية في سورية لاستنزافها، فإن الكلام في واشنطن عن تنفيذ هذه الخطة أصبح حديث الكتاب والإعلاميين والأوساط الأميركية المطلعة على ما يجري في كواليس دوائر القرار الأميركي، والتي أكدها الباحث الأميركي غليزبروك الذي تحدث عن اهتمام الغرب بمواصلة نزف الدم والطاقة السورية، ليس فقط بهدف استمرار الصدامات المسلحة في سورية، إنما بهدف مواصلة اضعاف سورية، وتبديد طاقاتها.‏

غير أن ما يقلق مهندسي هذه الاستراتيجية: أولاً، الاحتمالات الكبيرة لفشلها والتي تؤشر إليها التطورات الميدانية والسياسية في سورية، ثانياً، اختلافات وانفسامات قوى المعارضة السورية في الداخل والخارج، ثالثاً استمرار تماسك النظام وازدياد شعبيته، وتمتعه بدعم اقليمي ودولي كبير.‏

رابعاً، الطابع التنموي للاقتصاد السوري الذي يجعل سورية قادرة على تحمل الضغوط.‏

على أن التفجيرات الإرهابية الهادفة إلى اضعاف الدولة، وهز الاستقرار أدت إلى نتائج معاكسة تمثلت في ردود الفعل المحلية والعربية والدولية المنددة بالمجزرة الإرهابية، وانكشاف حقيقة ما تتعرض له سورية من حرب ارهابية آتية عبر الحدود ومدعومة من أنظمة خليجية واقليمية تابعة لأميركا.‏

وكل هذا يثبت بأن هذه القوى وعلى رأسها أميركا والرجعية العربية مصممة على تقسيم سورية إلى طوائف لتحقيق أمن وسلام «اسرائيل» ولتوجيه الأنظار عن العدو الحقيقي للعرب وتغيير ماهية الصراع مع العدو الصهيوني، ومحاولة اختراع عدو آخر، وتجاهل كل ما يحدث في فلسطين المحتلة من تعديات وتهويد لكل المقدسات الإسلامية والمسيحية، واظهار ديمقراطية «اسرائيل» المزعومة، وهي تعلم بأن الإسرائيليين سفاحون وجبابرة حين يتعلق الأمر بالفلسطينيين والعرب.‏

وهذه القوى هي من دعمت «اسرائيل» مادياً ومعنوياً في زرع المستوطنات في الضفة الغربية ولو حاول الفلسطينيون اليوم أن يقيموا دولة لهم على أرض الضفة لكانت مدناً متفرقة بين تلك المستوطنات تحت سلطة اسرائيلية مركزية.‏

ومهما اختلفت التسميات، فالأعمال الإرهابية هي ارهاب ضد الإنسانية في أي مكان حدث، والمفروض مع استمرار نزيف الدم السوري أن تضرب الدولة بيد من حديد، وأن تحمي مواطنيها بكل مالديها من امكانيات، وألا تسمح للإرهاب بالتمادي أكثر، وعلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن أن يعالجا من الصمم والعمى، وأن يصدرا القرارات التي تدعو لوقف هذا الإرهاب وتحميل الدول الداعمة له المسؤولية ومحاسبتها عن كل قطرة دم تراق على الأرض السورية.‏

وليس يخاف على أحد أن القوى المتآمرة على سورية وعلى رأسها الرجعية العربية لها اليد الكبرى فيما حدث وفيما يحدث وفيما سيحدث في المنطقة العربية، لقد ضربوا العراق ودمروا قوتها العسكرية، وقسموا السودان لتشتيت القوة النفظية الجديدة فيها، وهدموا ليبيا وتركوها لصراعات قبلية ومدنية، ولعبوا لعبتهم في مصر وجعلوها تتخبط بهستريا السياسات الحزبية، وأشعلوا نار حرب ضروس في اليمن ضد مايسمونه «القاعدة» فيها، ولم يبق أمامهم إلاّ سورية، فشنوا هذه الحملة المسعورة عليها وعلى شعبها، وكل ذلك للقضاء على كل من يقف في طريقهم ويمنعهم من تنفيذ أهدافهم وخاصة للقضاء على الخط القومي والفكر العروبي، وضرب النموذج التنموي والحضاري في سورية والأمان الذي كان فيها، والذي لا مثيل له في العالم.‏

لقد تأكدت صحة الرواية السورية، وثبت أن جنون الإرهاب والتطرف ليس له أيّ أجندات سياسية أو ديمقراطية، فالحرية في قانون هذا الإرهاب، هي تطبيق شريعة الغاب والكهوف. والسلمية، في عرف هذا الإرهاب، اجرام يحيل الآخر إلى عدم القبول. هذا باختصار، هو التغيير المطلوب الذي ترعاه وتموله وتدعمه، تركيا والسعودية وقطر وآخرون، إنه الإرهاب المتطرف بعينه.‏:

About this publication