على غير المتوقع وعلى امتداد الوطن العربي من المحيط إلى الخليج فإن جماعات الإسلام الأمريكي دخلت مرحلة العد العكسي بعد انكشاف موقفها من كامب ديفيد ومن الأمريكان والبنك الدولي، ومن الحريات عموما.
ففي غضون أسابيع قليلة سقط مئات القتلى والجرحى في شوارع مصر وتونس والمغرب وطرابلس على يد بلطجية الإسلام الأمريكي.
ومقابل عشرات الصور التي رفعها الثائرون العرب خلال الأيام الأولى من الانتفاضات الشعبية العربية- للزعماء القوميين الاشتراكيين جمال عبد الناصر في مصر. وفرحات حشاد في تونس والمهدي بن بركة في المغرب (الأخيران اغتالتهما المخابرات الفرنسية) فقد شهدت الأسابيع الأخيرة وخلال المظاهرات الشعبية الحاشدة ضد جماعات الإسلام الأمريكي حضورا كبيرا للرموز القومية الاشتراكية المذكورة.
ولم يكن القلق من نصيب هذه الجماعات وحسب بل إن الإدارة الأمريكية وتحالفاتها الفرنسية والبريطانية والرجعية مذعورة أيضا مما يوصف بالثورة الثانية…
ومن اللافت للانتباه أيضا تطور المزاج الفلسطيني في غزة والضفة الغربية نحو تيار ثالث في أعقاب اندماج قيادة حركة حماس مع جماعات الإسلام الأمريكي وانخراطها في لعبتها….
وليس بلا معنى بدايات تشكيل تيار ثالث في الأردن وتنظيمه احتجاجات مستقلة بمعزل عن الجماعات الإسلامية التي لا تخفي تحالفاتها المعروفة للقاصي والداني…
ومن المؤكد أن مصر بوزنها التاريخي وبانحياز شعبها إلى الموروث القومي التقدمي ستعجل ليس بنهاية أوهام الإسلام الأمريكي ووضع العرب على طريق نهضة قومية ديمقراطية بل بنهاية الأوهام الأمريكية ومحاولاتها تجديد نفسها باستبدال الحرس البيروقراطي العربي القديم الفاسد بحرس أخضر جديد من الإسلام الأمريكي…
وبالإضافة لمصر العروبية الديمقراطية المنشودة فإن اليسار والديمقراطيين والقوميين في تونس سيشكلون رديفا مهما للغاية للرافعة المصرية.
لا نتحدث بالتأكيد عن أشهر قليلة ولكن الخطوة الأولى القابلة للتراكم التاريخي بدأت
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.