Obama's Tears and Weapons

<--

اراء و تعليقات

Share on email Share on facebook Share on twitter Share on print Share on google_plusone 6

دموع أوباما وأسلحته.. * ابراهيم عبدالمجيد القيسي

«السلام أليكم».. هي التحية الأمريكية التي وجهها، أمريكي «أسود» مسلم من أصول افريقية، وذلك حين ألقى خطابا تاريخيا في مصر، باعتباره الرئيس الأمريكي المسلم «الأسود» الأول، الذي أراد أن يغير وجه الكوكب، كحمامة سلام بيضاء، وقد نجحت السياسة الصهيونية بتقليل أثر نوايا الرئيس المسالم، وجعلت من السلام مجرد تجميل وجه لمزيد من حرب «أليكم». وسرعان ما تحولت اليد الأمريكية المسالمة الى قبضة حديدية ظالمة، وانسحقت أجساد أطفال في غزة وفي سوريا وأفغانستان وفي العراق، وانهدرت دماء بريئة كثيرة، وانهمرت دموع حزينة غزيرة، بسبب يد البطش الأمريكية، أو بسبب من أسلحتها الممنوعة والتقليدية والتكتيكية..

بكى أوباما أمس الأول، حزنا على أكثر من عشرين طفلا أمريكيا بريئا، ماتوا على يد أمريكية سفاحة، تعبر عن مدى خطورة ثقافة الإرهاب التي يتميز بها أمريكيون وغيرهم، باعتبارها حصادا طبيعيا لسياسة النار والحديد والآكشن الأمريكي، وإننا إذ نحزن على طفل بريء جميل ذهب صباحا الى المدرسة، ثم مات بسبب رصاصات همجية من مجنون أو مجرم، فإننا في الوقت نفسه نتذكر عشرات أو ربما ملايين الأطفال الأبرياء، الذين يموتون أثناء نومهم أو لهوهم أو جلوسهم في غرف التدريس، وحين نبحث عن سبب قتلهم وغدرهم، نجده لا يختلف كثيرا عن أسباب قاتل أطفال المدرسة الأمريكية، الذين بكاهم أوباما، وأنا متأكد أن الفضائيات لم تقم ببث مشاهد حية لجريمة مدرسة الأطفال الأمريكية الذين ماتوا بالرصاص، لكن الفضائيات فعلت هذا وعلى الهواء مباشرة، حين أمطرت الدنيا بقنابل فوسفورية وأسلحة أخرى على أطفال غزة، وأطفال آخرين كثر في منطقة وعدها أوباما بتحقيق «السلام أليكم»..

متلازمة السلاح والدم والدمع نعرفها كعرب، نعيش دور الضحايا في فيلم الآكشن الأمريكي، وما من عربي الا وشاهد مشهد الدم العربي والمسلم البريء، ينسفك رخيصا، وما من عربي لم يبك حزنا وكمدا وغضبا وقهرا على جريان هذا الدم، بيد الإجرام وبسلاح أمريكي غالبا، وما زلنا نقول «السلام عليكم»..

لماذا يهتم العالم بمجزرة تم تنفيذها من قبل مريض برصاصات معدودة، ولا يبدي جزءا من اهتمام بأنهار الدم والدمع التي تنبعث من مجازر تم تنفيذها بأسلحة أمريكية، حجم السلاح منها يتجاوز حجم طائرة، وشظاياه تفوق بعشرات المرات عدد أطفال المدرسة الأمريكية التي تعرضت لرصاصات ذلك الأمريكي المتوحش المجنون؟..

أطالب بحظر الدمع والسلاح عن المنطقة العربية، وبدفن جميع أنواع الأسلحة الهجومية، وأرجو الاستغناء نهائيا عن سلاح «الصمم».. وأرجو أن «خبي عيونك.. خبيها».

أنا مستعد لهزيمة نكراء أمام عيون بطرفها حور قتلننا يوما بل دوما، وعلى مرمى الصدر والغدر أتنازل عن جميع منظومة دفاعاتي.. وأنتحر مرددا: سلامي «أليكم».. سلامي.

فعيناكِ «افتراضيتان» عيناك بندقيتان، عيناكِ أمريكيتان.. وأنا مجرد صاروخ نووي في العشق والحزن تاريخ صناعته هو زمن حرب النجوم..

السلام أليكم.

ibqaisi@gmail.com

About this publication