أوباما … ومصلحة إسرائيل
كان من الواضح حتى قبل انتخابات الرئاسة الاميركية ان العلاقة بين الرئيس اوباما ورئيس وزراء اسرائيل باتت
فاترة للغاية وان نتانياهو كان ميالا الى المرشح المنافس ميت رومني الذي زار اسرائيل وتبجح بكلام غير مسؤول سواء بالتأييد الاعمى لها او محاولة تشويه الصورة الوطنية والتاريخية الفلسطينية.
وقبل الاستمرار في الحديث عن هذه العلاقات لا بد من التأكيد وبكل وضوح مدى عمق التحالف والتعاون بين اسرائىل والولايات المتحدة وان اية خلافات او اشكالات لا تعني ابدا القطيعة او التصرف ضد المصالح الاسرائيلية خاصة وان “الجانب” العربي يبدو تابعا مطيعا للولايات المتحدة ولا يمارس اية ضغوط على السياسة الرسمية لواشنطن.
يقول اوباما في احاديث غير معلنة نسبت اليه ان اسرائيل بزعامة نتانياهو لا تعرف مصلحتها وان سياستها الاستيطانية تدخلها في مزيد من العزلة الدولية، اي ان من مصلحة اسرائىل وقف الاستيطان وتجنب العزلة الدولية هذه. ويتوقع بعض المعلقين الاميركيين الى ان التوتر سيسود علاقة اوباما بنتانياهو دون ان يؤثر ذلك بالطبع على الدعم الاميركي شبه الكامل للسياسة الاسرائيلية.
وتجيء هذه التسريبات في خضم المعركة الانتخابية للكنيست والاستعدادات والمنافسات المحتدمة بين القوى المختلفة، ولهذا فقد سارعت تسيبي ليفني رئيسة حزب “الحركة” او “هتنوعا” الى القول ان اقوال اوباما فيها تنبيه للاسرائيليين بأن نتانياهو لا يعمل لمصلحة اسرائيل.
كما تجيء هذه التسريبات في وقت يكثر فيه الحديث عن مبادرة للاتحاد الاوروبي تدعو الى استئناف المفاوضات على اساس حدود حزيران ١٩٦٧ وتبادل متفق عليه للاراضي ووفق جدول زمني محدد. ومن المعروف ان الاتحاد الاوروبي لا يعمل منفصلا او منعزلا عن الموقف الاميركي، ولهذا يمكن القول ان التسريبات المنسوبة لاوباما واحاديث المبادرة الاوروبية هما وجهان لموقف واحد هو الضيق من الممارسات الاسرائيلية وعدم القبول بها والبحث عن مخرج يكون في اطار العلاقات المميزة مع اسرائيل من جهة والسعي للخروج من الجمود السياسي الحالي في المسيرة السلمية، من جهة اخرى، وهي معادلة تبدو صعبة لان الاستيطان الاسرائيلي يتزايد ولا يتوقف في كل المواقع والمناطق وخاصة المخططات للاستيطان في المنطقة (اي ١) ولا تبدو قيادة نتانياهو مكترثة في كل هذا الذي يتحدثون عنه وانما العكس تماما قد يكون صحيحا وهو ان نتانياهو يسابق الزمن لفرض امر واقع على الارض والقضاء على اية امكانية للحل على اساس قيام دولتين.
ان المطلوب اميركيا واوروبيا هو اشعار اسرائيل بجدية التحرك وممارسة ضغوط ممكنة لوقف الاستيطان لان في ذلك مصلحة ليس لاسرائيل وحدها ولكن لمنطقة الشرق الاوسط كلها وللاستقرار الذي تريده الشعوب وتسعى اليه، واستمرار الاستيطان لا يؤدي الى عزلة اسرائيل فقط ولكن الى خلق اجواء من التطرف والكراهية والحروب.
غني عن القول في هذا السياق، ان على القيادات العربية ان تصحو وان تستفيد من المصالح الضخمة للغرب في بلادنا لتحقيق السلام المنشود والا تترك اوروبا واميركا مرتعا للنفوذ اليهودي ومؤيديه فقط.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.