Is the US Collapsing Militarily and Economically after the Arab Spring Conspiracy?

<--

هل تندحر أميركا بعد مؤامرة الربيع العربي عسكرياًً واقتصادياً…؟

شؤون سياسية

السبت 9-2-2013

د. رحيم هادي الشمخي *

دخلت القوات الأمريكية الغازية العراق عام 2003 بدت كما لو كانت قوة لا تقهر، كما بدا أن الإدارة الأمريكية على وشك تحقيق أهدافها باحتلال هذا البلد العربي ثم استغلاله كقاعدة تنطلق منها لتأكيد السيطرة على المنطقة والعالم،

وسرعان ما تحول ا لحلم الأمريكي إلى كابوس حاد، وبدلاً من أن يصبح العراق نقطة الانطلاق نحو (القرن الأمريكي الجديد) أصبح مستنقعاً تغوص فيه القوات الأمريكية في مواجهات شرسة دموية فلم يتحقق النصر الأمريكي، ثم بدأت مؤامرة أمريكا على العرب لتنقذ نفسها من هزيمتها في العراق وأفغانستان.‏

وعلى هذا الأساس وصف البرفسور جيمس كورتر أستاذ العلوم السياسية ملامح أمريكا الجديدة قائلاً: إنها تمثل امبراطورية المراهقة ليس فقط لأن أمريكا لم تقطع زمناً طويلاً في مضمار الإمبراطورية وليس لأننا لم نتعمق فيها فكرياً وإيديولوجياً، ولكن لأن ثقافتنا أسيرة الجمال والشباب والثروة الفخمة، كما أن خبرتنا محدودة في العمل الإمبراطوري، أو كما يمكن القول بأن أمريكا مازالت في سنة أولى، إمبراطورية.‏

ولذلك فإن أمريكا هي إمبراطورية مع إيقاف التنفيذ أو إمبراطورية فعلية دون أن تحمل هذا الاسم رسمياً، ولعل هذا يشرح أسباب كل ا لمشكلات والاضطراب والحروب التي تضعها أمريكا وتلقي بها على العالم، هذه الإمبراطورية تحقق أكثر من ثلث إنتاج العالم وحتى نعرف الفارق فإن بريطانيا التي سيطرت واحتلت ما يزيد على ربع الكرة الأرضية، سكاناً وأرضاً، لم تكن تحقق سوى 10% من إنتاج العالم، بريطانيا سيطرت على ربع العالم على مدى عقود، وربما قرن، وأمريكا الإمبراطورية المراهقة التي تورطت باحتلال العراق وأفغانستان وحربها المدعوم بالأطلسي على ليبيا جعل بوادر الفشل والإخفاق واضح عليها، رغم كل مظاهر الدعاية والخداع التي تحاول تصوير عكس ذلك، فالمأزق الأمريكي واضح في العراق وأفغانستان وليبيا وبالتورط في المؤامرة على الشقيقة سورية التي هي بوابة العرب الكبرى ومحط رحالهم، هذا المأزق يشير إلى مدى ضعف جوهر وأسس الإمبراطورية الأمريكية، وحتى يمكن فهم حقيقة إمبراطورية (أوباما) ومن قبله بوش، يجب الغوص في تطورات وأخطاء السنوات وربما الشهور الأخيرة كما أنه يجب إعادة النظر في معنى القوة العظمى، هذا المعنى يختلط ويتداخل ويتشابك مع معان أخرى كثيرة، مثل الثروة والسلاح والنفوذ والجاذبية والقوة العظمى قد تحظى بكثير من تلك العوامل ولكن تأثيرها وأثرها يظل محدوداً وهذا هو مأزق إمبراطورية أمريكا.‏

وذلك أن عوامل العجز الكامنة وراء إمبراطورية أمريكا تتلخص: بأن الاحتياطي العسكري الأمريكي لا يكفي للانتشار في كل مكان في ذات الوقت، كما أن ادخارات واستثمارات الأجانب وراء النمو الاقتصادي الأمريكي وأن عجز الميزانية الأمريكية في حروب المنطقة تجاوز نصف ترليون دولار ولا ننسى انتشار الكراهية والمعارضة للهيمنة الأمريكية، وكان احتلال العراق أكبر صدمة للأمريكيين وإلى بدء انكسار الوضع المتأزم في المنطقة خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ولكن الواقع على الأرض يشير إلى عكس ذلك فإسرائيل تفعل ما تشاء بالفلسطينيين دون حسيب أو رقيب، وكوريا الشمالية تواصل تحدياتها لواشنطن وأعادت العمل لبرنامجها النووي وحددت باستخدام أسلحتها النووية، وترددت واشنطن كثيراً وطويلاً في إرسال قواتها إلى دولة إفريقية صغيرة مثل ليبيريا، حيث لا توجد إغراءات النفط والثروة الطبيعية، ولم يصل إلى شواطئ ليبيريا سوى 225 جندياً أمريكياً أصيب 50 منهم بالملاريا وسرعان ما انسحب الأمريكيون بعد شهرين من ليبيريا، ويتساءل الكثيرون ما هي حدود تلك القوة الإمبراطورية الأمريكية؟‏

وهناك حقيقة خطيرة تقول: إن الاستقرار المالي للولايات المتحدة الأمريكية يعتمد على البنك المركزي الصيني إلى حد كبير، وهذه حقيقة مروعة وغير معروفة، أي أن استقرار أمريكا مالياً في بكين وليس واشنطن.‏

وهكذا نرى حقيقة إمبراطورية أمريكا على الأرض في الداخل والخارج التي تزداد نشوة وخيلاء وانتفاخاً، إلى حين.‏

* أكاديمي وكاتب عراقي‏

About this publication