Obama: Confronting the Challenge of Israel

<--

سوف تستمر حكومة اسرائيل برئاسة بنيامين نتنياهو في منع قيام دولة فلسطينية بسبب قوتها العسكرية والدعم الغربي اللامحدود لها لكن يجب ألا يكون ذلك سبباً لتعريض الفلسطينيين لـ”فيتو” اسرائيلي دائم يمنعهم من تقرير مصيرهم واقامة دولتهم، بل يجب ان يكون سبباً لمطالبة الأمم المتحدة بتطبيق شرعتها.

وانخراط اسرائيل في تفاوض جدّي مع الفلسطينيين لن يتحقق إلا عندما تؤمن حكومتها بأن رفضها المستمر لدولة فلسطينية سوف يؤدي الى دعم اميركي لتدخل الأمم المتحدة في هذا الموضوع. الا ان المشكلة هي ان سياسات معالجة قضايا خلافية ومعقدة ومزمنة غالباً ما يضعها خبراء ديبلوماسيون على نحو يلبي مطالب أقوى اطرافها لا الحقائق على ارض الواقع.

فحكومة اسرائيل تصر على ان لا خيار لديها سوى استمرار الاحتلال للاراضي الفلسطينية لأنها قدمت “تنازلات مؤلمة” عدة ووعدت بتقديم المزيد منها. لكنها لم تتلق من الفلسطينيين الا رفضاً مطلقاً لتقديم تنازلات مقابلة. فضلاً عن انها تقول لمطالبيها بالايجابية إن الرئيس الاميركي جورج بوش الإبن وافق على احتفاظها بالمستوطنات الرئيسية في الضفة الغربية في مقابل الانسحاب الأحادي من غزة الذي نفذه ارييل شارون.

لم تقدم اسرائيل اي تنازل في كل الموضوعات الخلافية، وأصرّت ولا تزال تصر على ان يقدم الفلسطينيون التنازلات في موضوعات الحدود والارض والقدس واللاجئين والمياه والأمن. اما عن “هدية” بوش لشارون، أي المستوطنات الرئيسية في مقابل التخلي عن غزة، فقد قالت وزيرة خارجية اميركا في حينه كوندوليزا رايس في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرتها الاسرائيلية تسيبي ليفني: “يجب ألا يحاول أحد تحديد حصيلة الاتفاق النهائي احادياً وفي صورة مسبقة.

فالرئيس بوش قال في حينه انه من الضروري اخذ بعض الحقائق الجديدة على الارض التي حصلت بعد 1967 في الاعتبار. لكن ذلك يجب ألا يفعله أحد وقائياً او مسبقاً، لأن هذه الموضوعات يجب ان تُترك لمفاوضات الحل النهائي”. طبعاً نتنياهو يشكو دائماً من ان الفلسطينيين يطلبون دائماً من اسرائيل ان تعطي وتعطي ويكتفون بأخذ ما تعطيه، لكن شكواه في غير محلها لأنها صادرة عن رئيس حكومة وعن حكومات تصرفت بنحو 60 في المئة من الضفة الغربية.

أما شيمعون بيريس، فقد قال دفاعاً عن اتفاقات اوسلو عام 1993: “قبل أوسلو كان حجم دولة فلسطين ينطلق من حدود 1947 وفقاً لخرائط الأمم المتحدة. لكن عرفات تقدم من خريطة 1947 الى خريطة 1967 متخلياً عن 22 بالمئة من الضفة الغربية. وانا لا اعرف زعيماً عربياً واحداً مستعداً للتخلي عن 2 أو 3 في المئة من أرض بلاده”. وبدلاً من ان يستعمل بيريس ذلك لدعوة حكومة اسرائيل الى التفاوض الايجابي مع الفلسطينيين، اكتفى بالقول: “كان ذلك أكبر انجازاتنا”.

ماذا يجب ان تفعل اميركا حيال اصرار اسرائيل نتنياهو على مواقفها الرافضة حل الدولتين؟

على رئيسها باراك اوباما ان لا يترك مجالاً لاسرائيل وحكومتها المرتقبة كي تشك في ان العلاقة الخاصة بين بلاده وبينها المنبثقة من ايمانهما معاً بقيمة مشتركة ستتأثر بل ستتأذى كثيراً جراء انتهاكها لهذه القيم. فاسرائيل التي تنكر على الفلسطينيين حق تقرير مصيرهم في الاراضي المحتلة عام 1967، والتي تنكر عليهم في الوقت نفسه الحق في الحصول على مواطنة اسرائيلية كاملة ومساوية، اسرائيل هذه لا تكون دولة ديموقراطية بل دولة تمييز عنصري.

هل الرئيس أوباما أهل لمواجهة هذا التحدي؟

لا شيء في أدائه خلال ولايته الرئاسية الاولى يوحي انه اهل لمواجهته، لكن تطوُّرين حديثين قد يثيران بعض الأمل على هذا الصعيد. الأول، هو تعيينه جون كيري وزيراً للخارجية و شاك هيغل وزيراً للدفاع. والاثنان ليس لديهما اوهام كثيرة حول اسباب فشل عملية السلام، فضلاً عن انهما يمتلكان الشجاعة اللازمة لقول الحقيقة.

والثاني، هو استعداد أوروبا لتقديم مبادرة الى الحكومة الاسرائيلية المرتقب تأليفها حول النزاع الفلسطيني – الاسرائيلي ولا سيما ما يتعلق منه بتحديد حدود اراضي الـ1967.

About this publication