Kerry and the American Evasion

<--

كيري.. والمراوغة الأميركية

حدث وتعليق

الخميس 7-3-2013

ناصر منذر

بدا واضحا من خلال التصريحات والمواقف التي أعلنها وزير الخارجية الأميركي جون كيري بخصوص الأزمة في سورية خلال جولته إلى عدد من الدول الأوروبية والعربية والإقليمية أن إدارته ما زالت تصر على سياستها العدوانية ضد سورية وشعبها,

وتعمل على إجهاض أي حلول سياسية لا تتوافق مع مصالحها الاستعمارية, والسبب بكل بساطة أن تلك الإدارة ما زالت تصور نفسها على أنها سيدة هذا العالم, ويحق لها التصرف بشؤونه كيفما تشاء, والتحكم بمصير شعوبه ومصادرة قراراته وخياراته, ولا تريد الاعتراف بعد بأن زمن هيمنة القطب الأوحد قد ولى إلى غير رجعة .‏

فأسلوب المراوغة الذي اعتمده كيري, والتناقض الواضح في تصريحاته بين تأييد إدارته للحل السياسي وفق بيان جنيف تارة, واعترافه الصريح بدعم بلاده للمسلحين, وتشجيعه لباقي أطراف المؤامرة بمواصلة دعمهم لهم تارة أخرى, يؤكد بكل وضوح أنه حمل في جعبته العديد من السيناريوهات الإضافية للاستمرار في استهداف سورية, وتوزيع تلك السيناريوهات على الدول الشريكة في العدوان لتنفذ كل دولة الدور المناط بها وفق ما هو مرسوم ومخطط لها,ودائما تحت الإشراف الأميركي المباشر.‏

وكعادة أسلافه الذين اعتادوا على تنصيب أنفسهم أوصياء على الشعوب, ومتحدثين باسمهم كرر كيري اسطوانة ” فقدان شرعية النظام” في سورية, وتناسى أن القيادة السورية لم تستمد يوما شرعيتها من الإدارة الأميركية ومؤسساتها, وإنما من إرادة شعبها الذي أكد للعالم كله تمسكه بقراره الوطني المستقل ورفضه القاطع لأي تدخل أجنبي, كما أن الشعب السوري لم ولن يخول كيري أو غيره للتحدث نيابة عنه, وهو لا يعترف بالأصل بشرعية الإدارة الأميركية اللاهثة وراء استلاب حريات الشعوب ومصادرة قراراتها.‏

أميركا لم تكترث يوما لمصلحة الشعوب, وادعاؤها الحرص على الشعب السوري محض كذب وافتراء, وإذا كانت حريصة على ذلك بالفعل, فعليها قبل كل شيء التوقف عن دعم المسلحين, والتحريض على رفض الحوار, وإجبار أجرائها أيضا الكف عن دعمهم, ولكنها في الواقع تريد تدمير سورية وإضعافها حفاظا على أمن إسرائيل أولا, وكي لا تبقى سورية حجر العثرة أمام مشاريعها ومخططاتها العدوانية المعدة للمنطقة بالدرجة الثانية.‏

أميركا باتت عنوانا للمراوغة والنفاق , فهي تتاجر بدماء الشعوب , وتدعي الحرص على حقوقهم في الوقت ذاته, وتوزع اتهاماتها الباطلة وتتفنن في أساليب الكذب والتضليل ضد كل بلد يرفض سياساتها الإجرامية ولا ينضوي تحت عباءتها الصهيونية, وهي كانت وستبقى صاحبة اليد الطولى في انتهاك حريات وحقوق الإنسان , وارتكاب الجرائم وتصدير الإرهاب المنظم إلى كل أصقاع العالم.‏

About this publication