Why Didn't He Visit Egypt?

<--

لم أكن أتصور أن يقوم الرئيس الأمريكى بزيارة للشرق الأوسط دون أن يتضمن جدوله زيارة لمصر، وإذا تذكرنا أن الزيارة التى كانت مقررة للرئيس المصرى لواشنطن فى بداية هذا العام قد ألغيت هى الأخرى اتضح أمامنا بما لا يدع مجالاً للشك أن مكانة مصر الدولية التى كنا نشكو من تراجعها فى العهد البائد قد تراجعت بشكل أكبر فى العهد الحالى.

لقد كانت مصر وستظل قوة إقليمية نافذة لا يمكن تجاهلها فى أى من أمور الشرق الأوسط، لكن للأسف أن هذه القوة يمكن تعطيلها أو تجميد دورها، خاصة إذا كان ذلك بإرادتها أو لعدم قدرة من يتولون أمرها إدارة هذا الدور وتفعيله بالطريقة السليمة.

إن ما حدث فى نظام مبارك أن هذا الدور المصرى الفاعل فى المنطقة لم يتم تجميده تماماً، بل تم حصره فى إطار ضيق لا خروج عليه وهو دور الوسيط بين إسرائيل وحماس بما يتسق مع السياسة الأمريكية من أجل ضمان أمن إسرائيل، وهكذا تلاشت بقايا السياسة العربية لمصر التى كانت محددة المعالم قوية النفوذ فى عهد عبدالناصر، وأيضاً فى عهد السادات وإن اتخذت منحى معاكساً فى عهد الأخير.

أما فى عهد مبارك فقد تم تغيير طبيعة دور مصر فى المنطقة وانتقل ملف القضية الفلسطينية من وزارة الخارجية إلى المخابرات العامة تأكيداً على أن الاعتبار الأول الذى تعنى به مصر فى هذا الأمر هو الأمن.

وللأسف بمجىء الإخوان إلى الحكم تبدلت مواقفهم من المزايدة المستمرة على القضية الفلسطينية والمطالبة بإلغاء اتفاقية كامب ديفيد والدعوة إلى الجهاد والزحف على القدس بالملايين، إلى موقف أكثر اتساقاً مع السياسة الأمريكية ومع اعتبارات الأمن الإسرائيلية، وقد تجلى ذلك فى أحداث غزة فى نهايات العام الماضى التى حقق فيها نظام الإخوان لإسرائيل ما لم يحققه نظام مبارك.

لذلك فالإدارة الأمريكية لم يعد بها مع نظام الإخوان فى مصر مشكلة تتطلب قيام الرئيس الأمريكى بزيارة القاهرة لحلها، بينما كان لديه مثل هذه المشكلة مع إسرائيل التى من المعروف أن العلاقات بين رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكى مرت بلحظات توتر متعددة خاصة فيما يتعلق بموضوع إيران وقضية المستوطنات، مما سبب لأوباما مشاكل داخلية مع جماعات الضغط اليهودية فى أمريكا.

بالإضافة لذلك فإن لأوباما مشاكل داخلية أخرى تتعلق بمصر وتتمثل فى المعارضة المتزايدة داخل الكونجرس وبين الرأى العام المنعكس فى الصحافة ضد دعم الإدارة الأمريكية لنظام الإخوان فى مصر، الذى يرون أنه لا يختلف كثيراً فى تسلطه واستبداده عن النظام السابق، لكن بينما كان التخفيف من حدة المشاكل الداخلية المتعلقة بإسرائيل يقتضى زيارتها، فإن التخفيف من حدة تلك المتعلقة بمصر كان يقتضى تجنب زيارتها

About this publication