Kerry's Mysterious Motivations

<--

طاهر العدوان

للمرة الثالثة يعود وزيرالخارجية الأمريكية جون كيري إلى المنطقة وسط الإعلان عن نيته القيام بزيارات متعددة إليها كل عدة أسابيع من اجل ما وصف ب (تحريك المفاوضات) بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وكما فعل أوباما خلال زيارته الأخيرة شدد على انه لا يحمل خطة سلام ولا خارطة طريق تسير عليها المفاوضات ان بدأت، إنما هو يسعى ( لبناء الثقة ) بين عباس ونتنياهو وهو بذلك يروج لبضاعة فاسدة لان الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة ملت من هذه اللعبة المكشوفة التي تمارسها واشنطن.

الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته يقومان بدور الواعظ والمبشر عندما يوجهان كلامهما للفلسطينيين والعرب أما عندما يتحدثان إلى الإسرائيليين واللوبي الصهيوني فان الجمل والكلمات تختلفان، تصبح دقيقة وحاسمة بلغة سياسية قاطعة كحد السيف يعبران فيها عن الالتزام بالدفاع عن كل ما تقوم به إسرائيل من القدس اليهودية الموحدة الى اسرائيل دولة لليهود. دون التوقف عند التناقضات في هذه الالتزامات مثل ان يهودية إسرائيل تؤدي إلى نفي هوية الفلسطيني في وطنه وحرمان اللاجئين من حق العودة. ودون اعارة الاهتمام الى ان هذه الالتزامات تخالف القانون والقرارات الدولية.

كل ما فعلته أمريكا على ساحة القضية الفلسطينية هو لمصلحة إسرائيل وعربدتها واحتلالاتها منذ ان وضع السادات أوراق الحل في السلة الأمريكية وحتى اليوم. ولو اقتصرنا في المراجعة على جولة أوباما الأخيرة فانه حقق خطوة واحدة ملموسة وهي إعادة العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، أما جون كيري فانه يريد تحريك مفاوضات فلسطينية إسرائيلية بمعونة تركية وهو ما يثير الشبهات حول خفايا وخبايا هذا الهدف ولقد علمتنا التجارب ان في الموضوع شيء ما يجري الإعداد له على صعيد المنطقة.

قصة تحريك المفاوضات أصبحت مثل قميص عثمان تستغل للتغطية على حدث آخر يتم الإعداد له بالخفاء. فكيف ستعود الثقة بين عباس ونتنياهو إذا كان الأخير لم يتزحزح سنتيمترا واحدا عن مشاريعه الاستيطانية في الضفة والقدس ولا عن مواقفه الأخرى المعروفة. لم يفعل ذلك وباراك إلى جانبه فكيف سيفعل وفي حكومته أربعة وزراء من مستوطنات الضفة !

الله اعلم وأهل الخبرة في خبايا رحلات كيري المكوكية للتحريك، فهل المقصود تدخل عسكري أمريكي إسرائيلي محدود في سوريا لوضع اليد على ما سيتبقى من أسلحة الدمار التي لم يستخدمها الأسد ضد شعبه عندما تقترب لحظة سقوطه ؟ أم ان المقصود الاستجابة لرغبة نتنياهو المحمومة في توجيه ضربة لمفاعل ايران النووي بمساندة أمريكية تكرسه في الزعامة إلى جانب بن غوريون ورابين وغيرهما من مشعلي الحروب.

مرة أخرى الله اعلم، والله يستر لان ما بات في حكم اليقين من قناعات تجاه السياسة الأمريكية، أنها سياسة صهيونية بنسبة ١٠١٪ وان لا خير يرجى للقضية الفلسطينية منها، فيما تتجسد الحقيقة مرة أخرى بالنسبة لهذا الصراع وهي ( ان الارض لا يحرثها غير عجولها ). والأمل ان تظل القيادات الفلسطينية متمسكة بشروطها لاستئناف المفاوضات وان تستمد الصبر والصمود والصلابة والمقاومة من الأسرى الفلسطينيين وان ترفض تقديم مليمتر واحد من التنازلات، لا إكراما لكيري ولا لتركيا أو لأموال الدول المانحة وخاصة عندما تستخدم القضية الفلسطينية كغطاء لمؤمرات وحروب جديدة على شعوب المنطقة .

About this publication