Our Life – American Intervention

<--

حياتنا – التدخل الاميركي

في أوج الصراع الذي احتدم بين المجلس التشريعي والرئيس الراحل ياسر عرفات لإدخال اصلاحات ومكافحة الفساد في عام 2002 رضخ الرئيس الراحل لمطالب التشريعي الى ان قوض الاجتياح الاسرائيلي فرص الاصلاح، وبعد الاجتياح وحصار ياسر عرفات في المقاطعة فوجئنا بمحمد رشيد الملقب بخالد سلام يجتمع مع مسؤولين اميركيين في واشنطن لبحث ما وصفه بإدخال اصلاحات في السلطة وكتبنا في حينه ان اقلامنا لن تجرؤ على الحديث عن اصلاحات ديمقراطية في الحكومة ومكافحة الفساد طالما ان من يرفع لواء الاصلاح من واشنطن هو خالد سلام المفاعل النووي الاكبر للفساد والمحسوبية بالشراكة مع الاحتلال منذ قيام السلطة, وهو الآمر الناهي في حينه حتى استعصت محاسبته على عرفات نفسه رغم الحاح مركزية فتح على ذلك، وعند تشكيل اول حكومة برئاسة ابو مازن تدخل الاميركيون وكالوا المديح لأبي مازن بلسان بوش ما اعتبره البعض تدخلا في الشؤون الفلسطينية وكان هدفهم النيل من عرفات اي ليس حباً في علي ولكن كرهاً في معاوية. ولعل الخذلان الاميركي لأبي مازن آنذاك كان السبب الرئيس في استقالة تلك الحكومة ذات المئة يوم في الحكم، وحاليا يكرر الاميركيون الأمر نفسه بكيل المديح لرئيس الوزراء سلام فياض قبل استقالته وبعدها ولعل هذا المديح غير المبرر ظرفيا سرع عملية تقديم استقالة فياض لأنه لا يريد ان يحسب وكأن أمره بيد واشنطن. فالاميركيون اعطوا كلاما جميلا لأبي مازن وأطلق بوش وصفه الشهير للجدار الاستيطاني بأنه افعى لكنه تراجع عن عقيدته المناهضة للاستيطان بعد اسابيع وهم يلقون كلاما جميلا لفياض لكنهم قاموا بدعمه سياسيا داخليا ولم يدعموه قط في مواجهة الاسرائيليين، فالتدخل الاميركي في الشأن الفلسطيني ينعكس سلباً على الممدوح ولا يزكيه لأن السياسة الاميركية ما زالت غير متوازنة تجاهنا، وقد تشكلت عبر العقود عقدة فلسطينية من أي امتداح خارجي لأية شخصية فلسطينية لأن ذلك ينعكس سلبا داخليا فكلما لمع الاسرائيليون شخصية في السابق اعتبرها الشارع الفلسطيني نوعا من خلق مشروع سياسي بهذه الشخصية وكلما اطنب الاميركيون في مديح شخص تراجعت شعبيته تلقائيا لأن المديح غير المقرون بالعمل في مواجهة الاحتلال هو خداع. وأذكر هنا ان شخصية فلسطينية مهمة غابت عن الساحة الآن بسبب غرورها الزائد لعبارة مدح قالها بوش الأب عنها بحضور زعيم عربي وتوقع ان تكون هذه الشخصية رئيسا مقبلا.. فأصيبت الشخصية بالغرور وخدعها الاميركيون وغابت عن الساحة، اقول قولي هذا ليس لأن المديح الاميركي مصيدة وربما مقصلة فقط بل لأن هناك من قدم اوراق اعتماده لواشنطن كزعيم مقبل لنا.. وما اكثر المتقدمين الذين لن يحصلوا على معدل قبول في جامعة ام الشرايط.

الغريب ان ما كان من مديح اميركي لهم ايام الرئيس عرفات منعشا وبردا وسلاما فياضا صار الآن حارا وسخاما لأنه لغيرهم.

About this publication