هل بدأ الغرب بالتخلي عن مرسي؟
التاريخ : 16-05-2013
يبدو أن الغرب بدأ يعيد حساباته حول الدعم الكبير الذي يقدمه للرئيس المصري محمد مرسي في وقت تتهمه فيه المعارضة بانتهاج سياسية النظام السابق وتؤكد استطلاعات الرأي تراجع شعبيته بنسبة كبيرة.
ويرى بعض المراقبين أن الدول الغربية التي بشرت مرارا بـ”ديمقراطية الإخوان” في مصر، بدأت تشكك الآن في جدوى الاستمرار بدعم نظام نجح فقط في السيطرة على مؤسسات في وقت ترزح فيه البلاد تحت عبء الديون والاقتصاد المنهك والفوضى المستشرية في كل مكان.
وتؤكد صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أن مرسي “خان الديمقراطية” في بلاده، مشيرة إلى عدم التزامه بالوعود التي قطعها في بداية حكمه.
وتضيف الصحيفة في مقال نشر امس الاول أن مرسي أعطى لنفسه سلطة مطلقة لتمرير الدستور الإخواني في مناورة غير قانونية، وعيّن نائباً عاما جديدا تابع له، وساهم بهيمنة الإخوان على مجلس الشورى الذى أقر مشروع قانون الجمعيات الأهلية الذي سيعطل عمل المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان في مصر.
وتنقل عن احمد ماهر (أحد قادة ثورة 2011، ومنسق حركة 6 أبريل) قوله إن مرسي غدر بشباب الثورة الذي منحوه صوتهم، مشيرا إلى أنه أخذ يتشبث بالسلطة ويقترب بشكل كبيرا من سياسات سلفه حسني مبارك.
وكشف استطلاع للرأي نشرته صحيفة “الوطن” المصرية عن تراجع نسبة المؤيدين للرئيس “مرسي” إلى 46 بالمئة، مشيرة إلى أن هذه النسبة تجاوزت 78 بالمئة في الأشهر الأولى من بداية حكمه قبل عشرة أشهر.
ويتهم المراقبون مرسي بالانقلاب على الديمقراطية عبر اعتقال النشطاء ومحاولة تشويه سمعتهم، حيث اصدرت النيابة العامة قبل أيام قرارا يقضي باعتقال احمد ماهر بتهمة التحريض ومقاومة السلطات وإهانة رجال الشرطة، لكنها اضطرت لاحقا للإفلاج عنه بسبب الضغط الشعبي.
وقالت انجي حمدي (عضو المكتب السياسي لحركة 6 إبريل) “ما يحدث هو استمرار لمسلسل حبس النشطاء واعتقالهم وتشويه صورتهم” وتابعت “سيكون لنا رد فعل قوي”.
وأطلق معارضون حملة تحت اسم “تمرد” تهدف لسحب الثقة من الرئيس المصري والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، ونجحت الحملة بجمع اكثر من مليوني توقيع بعد عشرة ايام من اطلاقها. وأثارت الحملة جدلا واسعا حول مدى قانونية سحب الثقة من رئيس منتخب بشكل ديموقراطي، لكن المسؤولون عنها يقولون إن مرسي لم يعد قادرا على إدارة شؤون البلاد، مؤكدين أنهم ينطلقون من مبدأ دستوري هو “السيادة للشعب”.
ويؤكد ماهر للصحيفة الأميركية أن تجمع شباب الثورة يرفض الاستراتيجية التي يتبناه بعض زعماء المعارضة مثل مقاطعة الانتخابات المقبلة ودعم الانقلاب العسكري.
لكنه يحذر في نفس الوقت الولايات المتحدة من تكرار أخطاء الماضي في مصر عن طريق السماح لمرسي بإحكام سيطرته على السلطة.
ويوجه رسالة للرئيس الأميركي بارك أوباما بقوله “إذا كنتم ترغبون بدعم الديمقراطية، قولوا نحن هنا في مصر لدعم الديمقراطية (ديمقراطية الشعب)، وليس لدعم من هو في السلطة”.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.