What Does the US Ambassador Want?

<--

ماذا تريد السفيرة الأمريكية؟

د. وحيد عبد المجيد

زاد تدخل السفيرة الأمريكية ان سكوبي في شئون مصر الداخلية عن حده‏.‏ وإذا لم تجد من ينبهها إلي مغبة هذا التدخل‏,‏ ويمنعها من مواصلته‏,‏ ربما تعتبر نفسها مندوبة سامية للدولة الأعظم‏.‏

وفضلا عن أن هذا التدخل غير مقبول في حد ذاته ومن حيث المبدأ, فهو يبدو أكثر خطرا في حالة السفيرة باترسون التي يبدو أنها لا تجد فرقا بين دولة عريقة ضاربة في أعماق التاريخ مثل مصر, ودولة نشأت حديثا مع كل احترامنا لها وحبنا لشعبها مثل باكستان. فقد حققت باترسون ما يعتبر نجاحا لها, وللدولة التي تمثلها, في باكستان. وهي موضع تقدير في بعض الأوساط الدبلوماسية والاستراتيجية الأمريكية لهذا السبب. ولكن تدخلها في شئون باكستان الداخلية جلب لهذه الدولة الصديقة ولشعبها الويلات. فلاتزال باكستان تتخبط في مسارها السياسي رغم أن انتخاباتها التي أجريت أول أمس مرت دون مشكلات كبيرة. أما الوضع الاقتصادي فهو يبدو مخيفا علي نحو يدفع إلي دق كل نواقيس الخطر المتاحة للتنبيه إلي النتائج السلبية للتدخل الأمريكي بطريقة السفيرة باترسون في باكستان.

فقد بلغ انتشار الفساد مبلغا يضعه ضمن أعلي المعدلات في العالم, في الوقت الذي يزداد الفقر وتتوسع الفجوة الطبقية في ظل انحياز واضح إلي الأغنياء وفي مقدمتهم السادة الإقطاعيين. فالنظام الضريبي في باكستان يعد نموذجا لغياب العدالة, إلي حد أن الضرائب العامة لا تسهم بأكثر من12 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. كما أصبحت باكستان من أكثر بلاد العالم عجزا عن تطوير قطاع الطاقة, وتوفير الكهرباء لشعبها. ولذلك يتعايش الناس هناك مع انقطاع الكهرباء صيفا وشتاء لساعات طويلة كما لو أنه أمر عادي أو قدر محتوم. ولولا كثرة الشركات الصغيرة والمتوسطة, لما تمكن الباكستانيون من تجنب بلوغ أزمة البطالة مستوي يصعب تحمله. فيعمل نحو80 في المائة من العمالة غير الزراعية في هذه الشركات. ولولا المساعدات الأجنبية لانهار الاقتصاد الباكستاني الذي يفتقد مقومات التقدم نتيجة الاضطرابات السياسية التي غذاها التدخل الأمريكي.

وإذا كانت السفيرة باترسون لا تري مشكلة جوهرية في هذا الوضع, ناهيك عن أن تدرك مأساويته, فليتها تعرف أنه لا يصح أن تتعامل مع مصر بالطريقة التي كانت تتصرف بها في باكستان.

About this publication